الأحد، 27 مارس 2011

أيها الحزين .. لم الحزن والكآبة ؟



   وضعت مجلة " النيوزويك " الأميركية في نسختها العربية قبل عدة سنوات غلافاً فنياً رائعاً اختصر الكثير من الكلمات، وكان عبارة عن صورة لكوكب الأرض، مرسوم على الصورة عينان وفم تدل على الحزن والكآبة. ومكتوب أعلى الصورة: الكوكب الحزينولقد ظننت بادئ ذي بدء أن الغلاف صورة لتقرير مفصَّل بداخل العدد حول المآسي التي تعيشها الأرض بما كسبت أيدي الناس، ولكن ظهر الأمر غير التوقُّع.

    تقرير طويل تحدث عن ظاهرة الكآبة التي بدأت تضرب بقوة كثيراً من الناس.. كآبة تعددت أسبابها ومصادرها وأنواعها ووجوهها، والنتيجة واحدة، آلام وأحزان ولحظات كئيبة يعيشها المكتئب وقد ينجو منها أو ربما لا ينجو ولا يخرج سالماً أو غانماً ..

  
 الكآبة يمكن أن نقول عنها اليوم إنها آفة المجتمعات الحديثة المتقدمة.. تفتك بالمصابين بها بشكل ربما أشد من الأمراض الخطرة المعروفة.. ولو لم تكن الكآبة قد تحولت بالفعل إلى مرض عصري واضح المعالم، لما أفردت مجلة بمستوى " النيوزويك " لتتحدث عنها بالتفصيل، تاركة القضايا السياسية والاقتصادية الساخنة المتعددة حول العالم، وجعلت غلاف أحد أعدادها عن هذا المرض ، او الظاهرة إن صح وجاز لنا التعبير ..
   

الأمر يبدو أنه جد خطير، وأن البشر ربما بأيديهم خلقوا هذا المرض أيضاً لأنفسهم، مثلما تسببوا في نشأة أمراض أخرى عضوية معروفة. فقديماً لم يكن يشتكي أحد بالصورة الحالية عن شيء اسمه كآبة. كان الأمر أقرب إلى ضيق في الصدر لا يدوم طويلاً، بل بشيء من التفكر والتمعن في الكون وخالقه وترديد بعض آيات أو عبارات دينية بصدق وإيمان، وبغض النظر عن الديانة أو الملة، كان الصدر ينشرح ويعود مستبشراً مستمتعاً بالحياة.
  اليوم وقد ابتعد كثيرون عن الإيمان، سواء في دين الإسلام أو الديانات الأخرى، زاد التخبط في علاج هذه الظاهرة، بل لا تجد سوى أعداد تتزايد في سجلات الشرطة.. أعداد الذين يضعون حداً لحياتهم بالانتحار بشتى الوسائل، أو أعداد المجرمين الذين دفعتهم روح الاكتئاب إلى اقتراف جرائم بحق آخرين أو ممتلكات..  ونسي كثيرون أن الإيمان الحق له فعل السحر في التصدي لهذا المرض العصري الخطير.. " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" 
فأين الذاكرون؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق