الخميس، 10 مارس 2011

ثوراتنا العربية والذئاب المتربصة


   لابد من التنبه الى الذئاب البشرية المتربصةبالثورات العربية الناشئة ، وكيف أنها  تتصرف كالذئاب . إنها لا تمل ولا تتعب وهي تعدو خلف هذه الثورات لتنتظر فرصة التوقف برهة لالتقاط الأنفاس ، فتكون فترة التوقف تلك، هي الفرصة المنتظرة للانقضاض عليها، وبالتالي ضياع كثير من الآمال في العالم العربي ..
  من الدروس السابقة والتاريخية التي أحسب أن ثوار مصر وتونس قد درسوها وفهموها تمام الفهم ، لا بد من التنبه لخطر تلك الذئاب .. وهذا التنبه يمكن أن يكون عبر الآتي :
أولاً :   اتباع تكتيك الذئاب.. وذلك عبر الاستمرار في العمل النشط المنظم وعدم التوقف حتى تتعب الذئاب وتتوقف هي لا الثوار .. وأحسب أن هذا التكتيك يتبعه ثوار تونس ومصر، وقد بدأ يأتي بنتائج رائعة على المدى المنظور..
ثانياً :  أن يقوم صاحب كل قلم حر وكل ناشط وخطيب وداعية وغيرهم من مبتغي الحق والحرية والعدل ببيان حقيقة ما جرى و يجري في الساحات العربية ، وأنه نتيجة لعقود من الاحتقان الذي جاء وقته لينفجر، وفق قانون كوني معروف، وهو أن الضغط يولد الانفجار وليس في هذا بدعة أو اختلاق.
ثالثا :  عدم الغفلة أو تناسي حقيقة مهمة في الأحداث الإستراتيجية التي تكثر أثناءها انهمار البيانات على الناس، مفادها أن الله ينصر من ينصره، فإن ما جرى في تونس ومصر والآن في ليبيا، لا بد أن يدرك الجميع أن وراءه إيمانا بالله قويا وخالصا، مصداقا لقوله تعالى:" إن تنصروا الله ينصركم " .
   تلك الحقيقة التي قد ننساها في الظروف العصيبة، إنما هي قانون واضح بذاته لا يحتاج لكثير شروحات... وقد فهمه الثوار التونسيون والمصريون، والآن يفهمه الليبيون، وهو ما لا بد أن يفهمه أي راغب في دعم السماء لكي ينتصر.
رابعا :   أهمية بيان حقيقة أخرى، هي أن نجاح الثورات وانتصارها في تونس ومصر وقريبا في ليبيا - بإذن الله - إنما بتوفيق من الله لكافة الفئات المجتمعية التي كافحت وبذلت من الجهد ما يكفي لتحقيق النصر، الذي لم يكن بسبب فئة عمرية أو اجتماعية أو حزبية .. وإنما الشعوب بكافة الفئات والأعمار كان لها الفضل بعد الله فيما تحقق. ومن هنا لا بد أن نتوقف عن ترديد كلمة الثوار الشباب وإرجاع الفضل لهم وحدهم في النصر، فهذا حق يُراد به باطل.
  لا شك في أن الشباب لعب دوراً محورياً مهماً في الثورتين المصرية والتونسية والآن الليبية، ولكن لم يكن له أن يحقق أمل الجميع إلا بتكاتف الخبرات والأعمار معا... وحين يُقال ثورة الشباب، وترددها وسائل الإعلام وبعض دهاة وثعالب السياسة في الشرق والغرب، فإنما القصد من ذلك بيان هشاشة هذه الثورات، وأنها نتيجة حماسة مؤقتة لشباب لا رؤية له، وسرعان ما سينجذب الى أمور فيها من الإثارة ما يكفي ..
  لا بد أن ننشر للجميع أن هذه الثورات نتاج عمل شعبي واسع النطاق، لكي يشعر الجميع بزخمها وقوتها الرهيبة، باعتبار أنها ضمت أو تضم كافة شرائح المجتمع، وليست قاصرة على شريحة معينة كما يتم الترويج في وسائل الإعلام.. إنها ثورات شعوب وليست فئات أو أحزابا أو تكتلات .. والفرق كبير بين ثورات الشعوب، وغيرها من الثورات محدودة الأهداف والرغبات والرؤى..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق