الأحد، 6 مارس 2011

قبل أن تتحول كبسة الزر الى كبسة رز !!


   العنوان أعلاه يوضح لك صورة ذهنية معينة عن عالم معين،    فقد يكون ذاك الزر  إلكترونيا يكبس عليه شخص فينطلق صاروخ أو يضيء مصباحاً أو يُفتح تلفاز أو يرسل رسالة إلكترونية وغيره كثير.. ولكن بمجرد تحريك حرف واحد ليكون محل حرف آخر، يتحول المعنى تماماً ليختلط الحابل بالنابل لتكون كبسة الزر تلك كبسة رز !


   هذه واحدة من مشكلات عالم الإنترنت الذي نعيشه اليوم.. بل قل إنها واحدة من مظاهر ثقافة واحدة من الثقافات التي ظهرت في عصر الإنترنت، والتي يمكن أن نسميها بثقافة التمرير. فما هي هذه الثقافة؟


   أبسط توضيح لهذه الثقافة هو ما نقوم به جميعاً من تمرير رسائل تصلنا على البريد الإلكتروني، فيكون المحتوى مثيراً أو محط إعجاب أحدنا، فيقوم بكل سهولة ويسر بتمريرها إلى زميل له أو صديق أو أحد من أهله، سواء في مدينته أو بلده أو خارج البلد أو أي موقع بالعالم وفي غضون ثوان معدودة.


   الإيجابية الطيبة في هذه الثقافة أن أحدنا يتذكر أصدقاءه وأحبابه حين تصله رسالة فيها موعظة أو نصائح طبية أو فكاهة أو علم جديد أو تنوير أو تثقيف، فتحثه نفسه على تمرير الرسالة إلى من يعرفهم، فيظل بهذه الطريقة وبواسطة البريد الإلكتروني على تواصل معهم حتى إن كان لا يراهم أو يتواصل معهم لا بصوت ولا بصورة.


   طريقة جميلة للتواصل بل أفضل من عدم التواصل نهائياً أو التواصل بين كل حين من الدهر طويل.. هذا الأمر أحسبه يحتاج إلى تعزيز ودعم لأجل أن نتواصل مع أحبابنا وإن كانت بالطبع لا تغني عن الطرق التقليدية المعروفة عبر الهواتف والزيارات وغيرها من طرق التواصل.


   لكن المأخذ على هذه الطريقة أو هذه الثقافة هو التسرع في الإرسال وعدم التثبت من صحة المعلومات والمحتويات، خصوصا إن كانت المحتويات دينية أو صحية على وجه الخصوص. إذ إنه كثيراً ما تصلنا رسائل تحتوي على معلومات غير دقيقة وأحيانا غير صحيحة، فنقوم بتمريرها بحسن نية، ولكن من بعد التحقق يتبين عدم صحتها، لكن بعد أن تكون الرسالة قد انتشرت ووصلت إلى الآلاف في غضون دقائق معدودة.


   المسألة إذن تحتاج إلى شيء من الصبر وشيء من الدقة قبل أن يضغط أحدنا زر التمرير، لأمرين لا ثالث لهما. أولاً أن نحافظ على إيجابيتها كوسيلة تواصل فاعلة سهلة ومرغوبة ،  وثانياً كي لا نفقد الثقة في رسائل بعضنا البعض ، حتى لا تتحول مادة الرسالة بالتسرع وعدم الانتباه  إلى كبسة رز !
وهذا هو لب موضوع اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق