لأن الأمر نسبي أو بمعنى آخر، تعتمد حلاوة هذه الحياة على الشخص ذاته وباعتبار حالات عديدة ، منها حالته النفسية بشكل عام، ومنها حالته المادية والاجتماعية والصحية والمهنية وغيرها من أحوال، فالحياة ليست بهذه السهولة التي يمكن أن يُقال عنها حلوة أو غير حلوة.
بالمثل لو قلت لك: هل تشعر بالسعادة في عملك؟ ربما تقول نعم أو تقول لا.. الأمر يختلف باختلاف الظروف، وقلما تجد إنساناً يسير عكس الواقع، بمعنى أن تسأل أحداً السؤال نفسه فيقول لك نعم أشعر بالسعادة، وواقعه الوظيفي مؤلم ومظلم. فهذا إما أن تصفه بالجنون أو عدم الواقعية.. ولكن ماذا نريد أن نصل إليه في نهاية الأمر؟
موضوع اليوم هو مواصلة لسلسلة موضوعات سابقة عن فهم حقائق الحياة. وحقيقة اليوم الحياتية التي نريد التوقف عندها قليلاً ، هي أن الأمور التي تراها أنت اليوم في الحياة، هي نفسها التي ربما رأيتها قبل عام مضى أو عامين او أكثر .. ما تغيرت تلك الأمور ، ولكن الذي تغير هو أنت أو ظروفك أو مزاجك أو نفسيتك .
نحن الذين نتغير وليست حقائق الحياة. العمل هو العمل . هناك رئيس ومرؤوس ، وطالما أن هذا التفاوت وموجود وذاك السلم الوظيفي مطبق ، فلا بد أن تجد ظالماً ومظلوماً ، أو تجد هذا الأمر بمعان مختلفة .. فلا تتوقع يوماً أن تكون في بيئة عمل على سبيل المثال لا الحصر، ويكون العدل سائداً يملأ الأجواء .. لا يمكن أن يحدث إلا إن كنت في جمهورية أفلاطون الفاضلة التي تمناها هذا الفيلسوف ولم يراها بل لن يراها أحد !! ومتى فهمت هذه الحقيقة فقد عرفت كيف تواجه الأمور في حياتك، وعرفت متى تسعد .. أو إذا حزنت، فإنك ستعرف على الأقل مصدر الحزن وكيف يمكنك بالتالي التغلب عليه..
لهذا كله نرجع ونكرر القول بأن هذه الدنيا هي مجموعة حقائق، ربما نكتشفها مع الزمن من خلال التجارب الذاتية أو من الغير، والتي تكون عادة على شكل نصائح وأمثال وحكم .. لكن في نهاية الأمر حاول ألا تحزن ، فالحزن الحقيقي أو الفرح الحقيقي هناك في الحياة الآخرة وليست في الحياة العاجلة . والخيار لك في تقرير أي الحياتين ترغب .. مع دعواتنا بخاتمة طيبة لنا ولكم ..
كل شيء يتغير حتمًا، الحياة بمكنوناتها، الناس بطبائعهم، التغيير سنة كونية ذو حكمة بالغة. الشيء الذي يثبت فيها هي المبادئ والمعاني؛ فالسعادة هي نفسها، وهي بعد ألف سنة.
ردحذفهل الحياه حلوة وشو معناها
ردحذف