الخميس، 20 يناير 2011

القطو العود !!!


  القطو العود أو القط الكبير في السن، جاء ذكره في الأمثال الشعبية للربط بينه وبين عدم القدرة على التعلم.. تقول العامة في أمثالها: "القطو العود ما يتعلم أو القط الكبير لا يتعلم". بالطبع هذا مثل محبط حين يسمعه أي راغب في الازدياد من العلم، سواء الديني أو الدنيوي، لأن في ظنه أن السن سيكون حاجزاً أمامه أو أمامها، وخاصة حين يلوح في الأفق أمامهم المثل القائل بأن العلم في الصغر كالنقش على الحجر مما يزيدهم إحباطاً.
  
    فهل القطو العود أو القط الكبير كذلك؟ أو إن صح التعبير، هل كل كبير في السن عليه أن يغلق باب التعلم أمامه؛ لأنه لن يتعلم ولا فائدة من خوض أي محاولة تعلم جديدة بعد أن بلغ من السن عتياً أو كما أوحى له البعض ذلك؟
  
  نعم للسن دور في التعلم واكتسابه بشكل أسرع، ولكن لم يقل أحد بتوقف قدرة الإنسان عن التعلم في سن محددة. هذا المثل ومن يقول به أو يعتقد فيه، إنما هو شعار للكسالى الخاملين يرفعونه بين الحين والحين ليقولوا: دعونا وحالنا، لا نريد المزيد، ولا يمكننا تقبل علوم ومهارات أخرى لأننا كبرنا، أو هكذا يعتقدون أو هكذا يريدون أن يوهموا أنفسهم بذلك.
  
  الأصل أن يستمر أحدنا في التعلم إلى الدقائق الأخيرة من الحياة، ما لم يداهمنا مرض الخرف أو الزهايمر.. والدراسات تقول بأن الاستمرار في التعلم والقراءة والتذكر أو استخدام العقل في عمليات الفهم والحساب والاستيعاب، عوامل تساعد على مقاومة الزهايمر، والتوقف عن عمليات التعلم المختلفة من شأنها تعريض العقل إلى شبح المرض..
 
   من هنا ندعو إلى عدم التوقف عن التعلم، والاستمرار في درب التعلم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.. وأتذكر في هذا المقام زملاء لنا في الجامعة في الولايات المتحدة من الأميركيين. كان أحدهم قد بلغ من الكبر عتياً، ولا أظن عمره كان يقل عن الخامسة والستين، لكنه كان معنا يكمل دراسته الجامعية!

الإرادة في الإنسان تفعل الأعاجيب لكن تحتاج من يطلقها من عنانها.. لولا الإرادة ما أصر ذاك العجوز على تكملة دراسته الجامعية، وهي التي يحتاجها كثيرون منا حين يوحون إلى أنفسهم عدم القدرة على استيعاب المزيد أو بدء عمليات تعلم جديدة في حياتهم، وبالتالي الدخول تدريجياً في حياة عنوانها اليأس والركون إلى حائط البطالة وقلة الدافعية وبالضرورة قلة الإنتاج.. فما رأيكم أدام الله ظلكم؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق