السبت، 13 نوفمبر 2010

حياتك .. أغلى حياة


      

  قبل أيام توقفنا عند تساؤل قد بدا صعباً في بادئ الأمر وقلنا ما معناه: هل هناك ما هو أهم من حياتك؟ وتوقعت أن تكون إجابة أي أحد منكم بنعم، وهي حياة الأبناء وربما الوالدين إن كانا على قيد الحياة.. وفي ذلك قلنا إننا لا نختلف على أهمية حياة كل أولئك، فهم من أغلى ما يملكه أي منا في هذه الحياة الدنيا، ولكن مع ذلك كررتُ السؤال لنتفكر بعمق أكثر.. وقلت: هل هناك حياة أغلى من حياتك؟ وفي الحقيقة أنه ليس هناك أغلى من حياتك، حتى حياة أبنائك ووالديك ومن تعزهم، لسبب فطري موجود مع الإنسان منذ أن خلقه الخالق عز وجل، ولــــسبــب ديـــنــي واضح قد يغيب عن الكثيرين منا
  
  السبب الفطري أن الإنسان ظهر على هذه الأرض، وهو يحب نفسه ويدافع عنها ويعتز بها، ولا يمكن أن يعيش الإنسان لأجل غيره، بل هو أولاً ومن ثم غيره.. نعم قد تقل درجة الاهتمام بالنفس من بعد أن يظهر آخرون في حياة أي منا، مثل الزوجة والأبناء ووصول الوالدين إلى مراحل العجز والحاجة إلى الأبناء.

   ولكن لا يعني ذلك أن ينسى الإنسان نفسه، هو قد يؤثر أولئك على نفسه مرة وأخرى وثالثة، ولكنه لا ينسى نفسه..  والأمر متشعب وطويل لا يمكن الحديث عنه في مساحة محدودة كهذه، لكن يمكن لأي منكم التفكر فـــي الأمر بينه وبين نفسه في ساعة خلوة وصفاء. 

   سيجد أحدكم في ساعة التفكر تلك، لو افترضنا أنه من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، أنه يظلم نفسه أحياناً كثيرة بعدم الاهتمام بنفسه ولا حياته التي بين جنبيه.. نعم إن لوالديك عليك حقاً وكذلك لزوجك وأبنائك، ولكن أين نفسك؟ 


 أتدري لماذا حياتك مهمة وتستأهل كل اهتمام ورعاية، حتى لو كنت من النوع المضحي الذي يرى أن حياته مسخرة لخدمة أبنائه ووالديه.. إن حياتك أهم لأن رعايتك لنفسك وإدارة حياتك بشكل صحيح منظم وبأداء متقن وعمل ذي جودة عالية، من شأنه أن يخدم كل الذين تفكر فيهم وتضحي وقتك بل وحياتك من أجلهم، ولنأخذ مثالاً واحداً فقط لتوضيح ما أرمي الوصول إليه .. لنفترض عدم اهتمامك بصحتك وعدم إيلائها أهمية حتى تقع فريسة لمرض ما ، فأي الحالتين أفضل وأنفع لأبنائك ووالديك ومن تضحي وتعمل لأجلهم: أن تكون صحيحاً معافى في بدنك أم طريح الفراش تستجدي هذا وذاك شربة ماء؟ 

         سؤال أجد أنه جدير بالتفكر والتأمل .. وللحديث بقية.