المرء منا يظلم نفسه أيما ظلم حين يردد، بل لا يمل من عبارة : أنا لا أقدر على هذا الأمر، أو لا أقدر أن أفعل هذا أو ذاك .. إن في هذا التكرار دليلا على أن كماً كبيراً من الإحباط بالنفس موجود ، دون أن يدري أحدنا ذلك، وقد لا يكتشفه المرء بذاته بسهولة، بل عادة ما تكون بيد من يحيط به أو من له القدرة على ملاحظته.
مؤشرات مهمة عديدة تظهر على الشخص المحبَط تدل على احباطه وقد لا يدري، وبالتالي يتصرف وفق ما بداخله ، ويظن أن هذه طريقته أو أسلوبه في الحياة، فتراه تبعاً لتلك القناعات الشخصية لا ينجز ولا ينجح ولا يجد القبول من الآخرين، وأمور أخرى سلبية عديدة لا تزيده سوى مزيدا من الإحباط، فيصل إلى تأكيد لقناعاته، وأهمها أنه غير قادر على الإنجاز والنجاح، فيكون متردداً خائفاً، يتوارى عن الأنظار والأسماع قدر المستطاع.
التعبيرات اللفظية مهمة. تجد مثل هذا الشخص يتحدث ويردد ألفاظاً ومصطلحات دون أن يدري أو يتعمق في معانيها كثيراً، لكن لمن يرصده أو يلاحظه سيجد أنها دالة على سلبيته وتردده وخشيته من المواقف الحياتية المتنوعة التي تتطلب بعض الجرأة والصبر والتصابر وتحمل الأذى والألم .. فتراه يختار الأسلم والأحوط دوما، ظناً منه أن هذا هو الأفضل، وهو بالتأكيد ليس كذلك دوماً.
السلوك العملي مؤشر آخر يدل على التردد والسلبية والخوف من المواقف. تجد هذا الشخص يتردد في فعل أبسط الأمور التي لو أخطأ فيها بنسبة مائة في المائة فلن تنتهي الحياة، ومن المؤكد أن الشمس كذلك ستستمر في الشروق والغروب، ولا يتأثر شيء حوله، بل هو من سيتأثر فقط. لذا كانت التعبيرات اللفظية، والسلوك العملي مؤشرين مهمين لمعرفة الشخص، وبالتالي معاونته على كيفية فهم الحياة بالشكل الأمثل الصحيح.
لا بد من الانتباه إلى أبنائنا وأصدقائنا وأحبابنا، وكل من يعز علينا بالإضافة إلى من يكونون في محيطنا العائلي والرسمي. علينا أن نلاحظ أية مؤشرات تدل على اهتزاز وذبذبة في شخصية من يهمنا أمره؛ من أجل أ، نعزز ثقته بنفسه، ونعاونه على تحقيق الإنجاز والنجاح.
بالطبع هذا الأمر نجده من ضروريات التنشئة، أي لا بد أن يكون مع الأطفال منذ نعومة أظفارهم، باعتبار أن ما نراه اليوم من الكبار ما هي إلا حصائد التربية الأولى أو التنشئة المبكرة. وأحسب أن هذه الخلاصة تكفي من موضوع اليوم.. أم أن أحدكم عنده أو عندها إضافات أخرى ؟ |
لا يوجد إنسان ضعيف . ولكن الإنسان يجهل في نفسه موطن القوة
ردحذف