بقليل من التدبر والتفكر فيما حولنا ، سنجد أن هناك ناموساً كونياً واضحاً نلمسه ونشعر به وهو ما يمكن أن يُطْلَق عليه ناموس ثنائية التكوين . انظر مثلاً حولك ، ستجد الليل والنهار ، والسماء والأرض ، والذكر والأنثى ، والظلم والعدل ، والصحة والمرض ..
من هذا المنطلق ، ونحن نتعامل مع مفردات الحياة اليومية ، أجد أهمية أن نعي هذا الناموس بشكل جيد ، فإنه بمثابة النبراس الذي يضيء الدرب لنا ونحن سائرون في حياتنا إلى غاياتنا وأهدافنا ، سواء قصيرة المدى المتمثلة في الغايات والأهداف الدنيوية أم البعيدة وهي الآخرة بكل معانيها ..
مع ثنائية التكوين هذه ، ستعلم أنه حين يقع ظلم عليك أو على غيرك ، فإن عدلاً آخر سيتبعه ، ليس شرطاً أن يكون فورياً وإن كان لا يوجد ما يمنع من فورية وقوعه ، أو يأتي بعد حين . إنه تماماً مثل ظاهرة الليل والنهار . إن جاء الليل وبقى لساعات حتى وإن طال ، فإن النهار سيأتي بعده دون شك ، فلا الليل سرمدي ولا النهار كذلك ، بل في دورة مستمرة وتكوين مستمر .
ومع فهم ثنائية التكوين هذه أو الاقتناع التام به ، ستدرك أنه لا مجال لأنصاف التكوين أن تأخذ محلها في هذا الكون . فالجنس البشري يتكون من ذكور وإناث ، لا أنصاف بينهما . لا يمكن فطرة وذوقاً ، قبول الرجل المتأنث أو المرأة المذكرة في المجتمع . ذلك شذوذ واضح ، والقبول بذاك الشذوذ البعيد كل البعد عن الفطرة وعن ناموس التكوين الثنائي بالكون ، يعتبر جريمة لا تُغتفر ..
ماذا أريد أن أقول من هذا كله أو ماذا أريد الوصول إليه ؟
أريد أن أصل بكم الى حقيقة مهمة تتعلق بأسلوب الحياة عند كل أحد منا . وإنَّ فهم واستيعاب هذا الناموس ، سيجعل من كثير من الأمور التي تقع أمامنا سهلة الفهم وبالتالي تكون سهلة في التعامل معها وفهم أسرارها ومغزاها وتبعاتها ، وهذا بالضرورة سينعكس ايجابياً على النفس الإنسانية ، وسيبعث راحة وطمأنينة بالقلب هي ما نسميها في النهاية باليقين ..
إننا نكابد ونعاني في هذه الحياة لأننا لم ندرك ولم نصل بعد إلى هذا اليقين المفقود ، الذي به تهدأ النفوس وهي سائرة في حياتها ، تعيش أيامها المحدودة دون كثير منغصات وآلام ، ودون وقوع ضحية سهلة للأحزان والهموم وما أكثرها إن لم يدخل اليقين في القلوب ..
اخوي العود عبدالله العمادي .. انا سعيد اني وجدت مدونتك وكتاباتك .. ما ادري اذا تذكرني راسلتك من فترة طويلة على الايميل يمكن اكثر من سنة .. :)
ردحذفاخي العزيز عبدالله
ردحذفما اذكر واعذرني ترى الذاكرة خلاص ما عادت تتحمل .. يعني كبرنا وشيبنا :)
لكن هلا بك ومرحبا ويسعدني مرورك في اي وقت .
اخ عزيز وغالي .
تحياتي