الخميس، 26 أغسطس 2010

كيف تكسب القلوب - حلقة 2



    في الحلقة الأولى من سلسلة كسب القلوب قلت وبشكل مختصر لمن لم يقرأها ، بأنك حين تكسب قلبًا، فهذا يعني أنك كسبت ذهبًا أو كنزًا، باعتبار أن القلب البشري ليس له مثيل ولا يقدر بثمن.

    إنك حين تملك قلبًا فقد ملكت كل ما يتصل به، وأقصد بقية القلوب المتصلة بهذا القلب الذي ملكته.

   هناك أخلاقيات أو سلوكيات معينة يمكن بها كسب القلب تلو الآخر ولا تكلفك الكثير. وقد يمارسها البعض منا عن دراية أو ربما بدون وهذا هو الأغلب. ولهذا أجد التنويه إليها مهمًّا من أجل أن يدري كل واحد منا عن تلك الأخلاقيات أو السلوكيات حتى يعززها، وبالتالي يبدأ في كسب القلوب ولكن عن قصد ودراية.

   اعلم أيها القارئ أن أي إنسان يحب نفسه أو ذاته، ويحتاج إلى أن يكون مقبولًا في الوسط الذي يعيش فيه غير منبوذ أو محتقر أو ينظر الناس إليه بنظرات الريبة والشك لسبب أو آخر.

   لكن كيف يجد المرء منا هذا القبول من الآخر، الذي ربما يقبله ولكن لا تصدر عنه إشارات أو رسائل تفيد بذلك، أو إن صدرت، لا يفهمها الطرف الآخر الباحث عن القبول ، وهنا الإشكالية..

   حتى تكون رسائلك أو إشاراتك مفهومة وواضحة، وتدل على انك تقبل الآخرين، اجعل الابتسامة هي الوسيلة الأولى والأساسية.
لا بد أن ترسمها فورًا على وجهك وأنت تنظر إلى الشخص الذي قبلته أو قبلت دخوله إلى حياتك مهما تكن دواخلك ومشاعرك الباطنة ساعتها من حيث الضيق أو الضجر أو الإحباط أو غيرها من مشاعر سلبية.

   لماذا نطالب بالابتسامة في كل وقت مهما تكن نفسياتك؟ لأنك لا تضمن أولًا أن تجد من يريد ويرغب قبولك للدخول إلى حياتك في الوقت الذي تكون نفسياتك في قمتها وأفضل حالاتها. إذ ربما في مثل هذه الأوقات لا تجد حولك أحدًا ولا تجد من يرغب في الانضمام إلى حياتك ..

   ولهذا انتبه لفرص إقبال الناس عليك الذين يبحثون عن قبولك وترحيبك بهم في حياتك، لأن الفرصة عادة إن جاءت فربما على الأغلب لا ترجع بالسهولة التي يمكنك تصورها.وهذه هي النقطة الثانية.

   ملخص القول إن قبولك للشخص بما عليه وفيه من سلوكيات وأخلاقيات، عامل مهم في كسبه.
لا تحاول أن تعيب على أي سلوك تراه، ولا تحاول أن تبين له الأخطاء منذ البداية. لا تجرحه ولا تَعِبْ عليه ولا تستهزئ منه مهما يكن وضعه وفكره وسنه .. اقبله أولًا واضمن قلبه، وبالتالي ستجده يتحول تدريجيًّا إلى أشبه بالعجينة، يمكنك أن تؤثر فيه وتشكله بالصورة الملائمة والمرغوبة ..

وللحديث بقية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق