أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 17 يناير 2013

تآلف الأرواح .. هل جربته ؟ الحلقة الأولى



 
 تكون في موقع عام كسوق أو محاضرة أو ملتقى ، وفجأة تجد شخصاً بغض النظر عن جنسه ، رجلاً كان أم امرأة ، وقد مال قلبك إليه ليس عاطفياً بل راحة داخلية كما لو أنك تعرفه أو تعرفها منذ أمد بعيد .. ألم تمر بك تلك اللحظة من قبل ؟ لابد أنك عايشته وذهبت تحدث آخرين عن الموقف وعن الشخص وسيكون الأمر جميلا جداً لو أن أحد سامعيك أثنى على الشخص بل وذكر الأمر لك وأنه قد حصل معه الأمر أيضا ومع الشخص نفسه أو نفس القصة مع آخر .. سيكون الأمر مثيراً وباعثاً لك على التأمل والتفكر ..


   ما حقيقة الذي جرى ؟
 أهو ما نسميه بتآلف الأرواح غير المفهوم في عالم العقل والمنطق ؟ أم أن الذي حدث  قد يكون نتيجة لقاء صار من ذي قبل مع الشخص دون أن تتنبه له في موقف حياتي حقيقي ؟ كأن سمعت عن الشخص في سالف الأيام وتكونت بضع معلومات عنه أو عنها واستقرت في مكان ما بعقلك الباطن حتى إذا ما جاء الوقت المحدد وصار التلاقي في مناسبة ما دونما سابق معرفة أو ترتيب، انتبهت إليه أو إليها ؟ أم أن كل ما جرى كان في المنام مثلاً؟

  ما القصة ؟
   تأملت الأمر كثيراً ووصلت إلى قناعات بعد تفسيرات للظاهرة وقد أكون مصيباً أم غير ذلك ، فالأمر ليس سوى اجتهاد مني وربما الأمر قد تطرق إليه أحد من ذي قبل وله تفسير آخر .. لكن دعوني أضع ما توصلت إليه والأمر قابل للنقاش والأخذ والعطاء .. فالمسألة تتعلق بالنفس البشرية ، وما يحدث هو جزء من أسرار كثيرة لا نملك كنهها وقد تمر علينا مرور الكرام دون أن نعيها أو نلتفت إليها ونعطيها جانباً من اهتماماتنا المتنوعة لكثير من الأمور في الحياة ..

    نحن البشر نمر بمحطات عديدة وقد أحصيتها بحسب ما فهمت ، فوجدت عددها خمس مراحل ، هي على النحو الذي سيأتي بعد قليل وبشكل مختصر ، وسنتوقف عند مرحلة معينة أو اثنتين لنفسر الظاهرة التي نتحدث عنها وهي تآلف الأرواح ..  


   المحطة الأولى لنا كبشر تتمثل في اليوم الذي جمع الله البشر جميعا منذ خلق آدم عليه السلام وإلى آخر إنسان سيولد، وستقوم القيامة بعده .. تأمل معي الآية الكريمة " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " . ماذا يعني هذا ؟ أفهم من الآية أن الله أقام الحجة علينا جميعا كبشر وأنه الخالق ولا إله غيره سبحانه ، وكلنا شهدنا على أن الله هو ربنا ولا معبود سواه ، ولكن يحدث ما يحدث بعد ذلك للبشر حين ينتقلون من هذه المحطة إلى المحطة الثانية وهي محطة الحياة الدنيا التي نعيشها الآن . هذا مسلم وذاك يهودي وآخر كافر ورابع ملحد وغيرهم كثير ومختلف .. يعيش الكل في هذه المحطة حتى يحين موعد الرحيل الى المحطة الثالثة وهي حديثنا في الحلقة القادمة بإذن الله..

ليست هناك تعليقات: