أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 2 أكتوبر 2016

الملاحدة من حولنا !!


  نشرتُ في تويتر قبل أيام، تغريدة مرفقة بفيلم قصير على شكل حوار بين حلاق وأحد زبائنه الدائمين. خلاصة الفلم أن الحلاق ظهر في الفيلم على أنه ملحد لا يؤمن بوجود الله، فيما الزبون على عكس الحلاق، لكنه لم يجد إجابة أو رداً مقنعاً يزيل به شكوك الحلاق وتساؤلاته من تلك القائلة بأن الله لو أنه موجود، لما كنا نرى فقراء ومساكين ومعذبين وبشراً محتاجين!
  حين خرج الزبون من المحل، رأى رجلاً كثيف الشعر، فأتى به على الفور للحلاق وقال: أنا لا أؤمن بوجود حلاقين! فاندهش الحلاق وقال: كيف لا تؤمن بوجود حلاقين وأنا أمامك؟ فقال: لو أنك موجود فعلاً ما كان لهذا الرجل شعر طويل. فرد الحلاق على الفور: لكنه لم يلجأ إلي حتى أقدم له خدمة الحلاقة، فأشار الزبون عليه من فوره: هذه هي النقطة الحاسمة. فكما أن صاحب الشعر الطويل هذا لم يلجأ إليك، فكذلك الناس الذين لا يؤمنون بوجود الله، لم يلجأوا إليه وإلا لوجدوه، وهو موجود سبحانه دوماً وأبداً.

  من أبرز ما لفت انتباهي للردود التي كانت على التغريدة، أن كثيرين ممن كتبوا تعليقاتهم على مقطع الفيلم، كانوا يسمون أنفسهم "ملحدين" - والعياذ بالله - وكانت الغالبية من فئة الشباب، ما يفيد أن فراغاً ما قد وقع في مسيرة تربيتهم ما بين البيت والمدرسة والمجتمع، وهذا قد يعني أن هناك حلقة مفقودة في التربية الإيمانية وربما هي سبب دخولهم متاهات عالم الإلحاد غير السوي وغير المنطقي.
  الملاحدة بشكل عام تساؤلاتهم غاية في الغباء، لمن أراد أن يتابعهم أو يجلس إليهم. وفي أحيان كثيرة، الدخول معهم في جدالات ونقاشات تكون غير ذي جدوى بل وعقيمة، لأن أحدهم ما إن تفحمه في مسألة وتتضح له الحقيقة حتى يتهرب منك ويطير بك إلى أخرى، وهكذا.

  المسألة ليست عادية لكي نتغاضى عنها ونعتبرها من ترف القول، وخاصة مع الفضاءات المفتوحة وسرعة التواصل، وعمق انغماس واستخدام الشباب لوسائل التواصل، ما يعني سهولة وقوعهم في براثن ملحدين متخصصين في تشكيك الناس في عقائدهم.
 هذه دعوة لأن تتنبه البيوت لهذا الأمر، وبالمثل مؤسسات التعليم المتنوعة، فإن مثل هذه النتوءات التي تظهر من خلال وسائل التواصل والإعلام، إنما هي مؤشرات لخطر قد يكون فعلياً صغيراً دفيناً، لكن مع التجاهل المستمر، لا شيء يمنعه من أن يتعاظم ويخرج إلى العلن.


ليست هناك تعليقات: