أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 28 فبراير 2016

لا تركع للحياة


   
  حياتنا الدنيوية هي مجموعة اختبارات، من بدء التكليف حتى الممات، لأجل أن يخرج الإنسان بنتيجة محددة، إما نجاح وانتصار أو رسوب وإخفاق.. منا من يوفقه الله إلى العبور بسلام وأمان ونجاح في محطة الدنيا هذه ، ومنا من يتعثر تارة وينجح تارة أخرى ، وفريق ثالث حياته كلها عثرات تنتهي به إلى إخفاق .

   إن تأمّل المرء منا لتلك الحقيقة سيكون باعثاً في النفس كثير هدوء وسكينة ، كي لا يتألم كثيراً وطويلا ، باعتبار أن الجميع يمر بتلك الامتحانات والاختبارات، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والمادي وغيره للشخص.. الغني مثلاً يمرض كما الفقير ، والثري يتألم كما المسكين ، والكل يموت ولا فرق ، وهكذا .. ليس هناك تمايز بين البشر في اختبارات الحياة، التي لم يسلم منها حتى الأنبياء والأولياء وكذلك الصادقين والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً ..

   ما يهمنا في هذا السياق هم الذين يمرون باختبارات الحياة المختلفة ، يتعرضون فيها لمتاعب جمة وآلام مبرحة ، فترى أحدهم وقد انتكس واستسلم للنتيجة أو الواقع دونما قليل من التفكر وإعادة النظر ، للبدء من جديد ..


   هناك بعض آخر على النقيض ، فما إن يسقط أحدهم أو ينتكس أو يتعرض لكبوة ، إلا وجدته وقد حزن وتألم بعض الشيء ، شأنه شأن أي إنسان صاحب مشاعر فطرية لا يمكن تجاهلها ، لكنه لا يطيل البكاء على الأطلال واللبن المسكوب والحزن على ما فات ، بل يدرس الماضي ويعيش لحظته ، متعظاً ومخططاً للبدء من جديد ، ليقينه التام بأن الحياة تسير ولن تقف له إن هو توقف .. وهذا ما يدعونا جميعاً لعميق تأمل وتدبر.. فما نتعرض له من مواقف وانتكاسات وخسائر وهزائم ، يجب ألا توقفنا وتؤخرنا عن مسيرة الحياة ، لأن الخاسر الأكبر في تلك الحالة هو من يتقبل الهزيمة ويخضع ويركع، ومن يركع لغير الله فقد ذل وخاب وخسر.

     

ليست هناك تعليقات: