أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 25 فبراير 2016

هـل نلوم الشيطان ؟


  منذ أن خرج إبليس من الجنة مطروداً ، بدأت إثر ذلك معركة الخير والشر بشكل سريع ، لتتضمن فصولاً ومشاهد متنوعة كثيرة من الغواية والوسوسة بين عالم خفي يديره إبليس، وعالم ظاهري يمثل ذرية آدم عليه السلام ، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
   
  إن الخير والشر،  والصراع القديم بينهما، قصة طويلة ما بدأت لتنتهي سريعاً.. إبليس أقسم أن يجلس لبني آدم كل مجلس وكل موضع ولا يترك منهم أحداً .. لكن الجواب الجلي الواضح جاءه على الفور من رب العالمين :" إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ".    
   
  لكن هل الشر يحتاج إلى وجود شيطان بالضرورة ؟ هل لهذا الصراع الذي نشأ بعد رفض إبليس فكرة السجود، أثره في اتخاذ الكثيرين من بني البشر على سبيل المثال ، مبرراً لأفعال غير سوية، لاعتقاد أو ظن أو وهم منهم ، بأن ما حدث لم يكن ليحدث لولا غواية الشيطان أو أشياء من هذا القبيل من التفكير والظنون؟

    
  لا أشك في أن بعض بني البشر يتخذ من هذا الأمر ليبرر أفعاله السيئة أو الشريرة ، لكن من المؤكد أن الشر لا يحتاج إلى وجود شيطان دوماً ، وإن كنا لا ننكر دور الشياطين في الوسوسة والغواية كأقصى حد يمكنهم القيام به في هذا الصراع ، ولكن مع ذلك، الإنسان وحده من بيده أن يصنع الخير أو الشر .. فهو صاحب القرار الأخير في هذا الأمر ، بدليل أن الشيطان يرد عن نفسه الملامة يوم الحساب  :" وقال الشيطان لما قُضي الأمر، إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم " .
  
  خلاصة الأمر كما قال الشيطان: لوموا أنفسكم قبل أن تلوموا الشياطين، رغم دورهم في الغواية فالله ميّز بني آدم بالعقل، ليميز هذا الإنسان بدوره بين الخير والشر والحق والباطل..أما أن يجمّد  عقله ولا يستخدمه، فها هنا يكون هو المؤاخذ والمُلامُ، وليس الشيطان أو غيره.. فهل وضحت الرؤية ؟  

    

ليست هناك تعليقات: