أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الاثنين، 18 يناير 2016

أنت قوي ولا تدري !!


   نحن لسنا أشجاراً ، ما إن نضرب بجذورنا أرضاً لا نتحرك عنها .. نحن بشر ، الأصل فينا التغيير والحركة المستمرة ، أما الانزراع في مكان ما وعدم التحرك ، فهو طبيعة الأشجار ، لأن التحرك غالباً ما يؤدي الى الذبول أو الموت . أما نحن البشر، الأصل فينا هو الحركة والسعي وبذل الجهد ، لتغيير الأحوال من حال الى حال .. 

  الإمكانات التي وهبها الخالق عز وجل للإنسان هائلة ، ولو أنه استثمرها على الوجه الصحيح والأمثل ، لكانت نتائج ذاك الاستثمار إيجابية محمودة ، والعكس صحيح لا ريب .. لا شيء يقف في وجه الإنسان إن أراد انجاز أمر ما وتحقيقه، وإن ما وصل إليه البشر اليوم منذ العصور الحجرية وأكل اللحوم النيئة كما الضواري ، ثم يتدرج في تحقيق طموحاته ليكتشف كيفية اشعال النار ثم البخار وصولاً الى عصر المعلومات والاتصالات واكتشاف الفضاء ، إلا كلها دلائل على إمكاناته الهائلة .


  قدراتنا في تصوراتنا ، وكل أحد منا خلقه الله لينجز في حياته ما يعود عليه بالنفع وعلى من حوله من بشر وأحياء وجمادات .. لا عدو للإنسان منا سوى تلك التهيؤات والتصورات والتوقعات غير الواقعية .

   إن وضع أحدنا لنفسه حدوداً لإمكاناته بحسب تصوراته غير الدقيقة ، فمن المحتمل جداً أنه سيظل حبيساً ضمن ذلك الإطار الذي رسمه لنفسه ، أو رسمه له أحد .. هذا الإنسان حتى لو كان بإمكانه في الواقع تكسير الجبال ، إلا أنه سيعجز عن كسر صخرة صغيرة ، لماذا ؟ لأنه هو من وضع لنفسه حدوداً لإمكانياته ، وزعم أنه لا يقدر تجاوزها .

  لاشك في أن هناك قوانين في هذه الحياة ، ولستُ من يدعو الى تجاوزها واختراقها ، لكن أزعم أنه يمكننا استثمارها لنحقق اهدافنا وطموحاتنا .. خذ مثلاً قوانين الفيزياء التي تمنع الإنسان من التحليق في الهواء كالطير، فالجسم البشري ما تمت هندسته للطيران ، لكن باستثمار الفيزياء تمكن هذا الإنسان من صنع الطائرات واستطاع أن يحقق حلمه بالطيران كما الطيور، بل وأسرع منها .. وقس على هذا المثال ، الكثير الكثير من الأمور .. وهكذا الإنسان وتلكم هي الحياة وقوانينها .

ليست هناك تعليقات: