أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

الأمن الداخلي في الخليج

  
 قد يخالف البعض قرار النائب العام الكويتي بحظر نشر أية معلومات تتعلق بخلية العبدلي الإرهابية التي فككتها الأجهزة الأمنية الكويتية الخميس الماضي، ولكن بالمثل قد يتفهم آخرون للقرار ، ولكل فريق منطلقاته ودوافعه ..
  
  بادئ ذي بدء ، جاء خبر القبض على بعض أفراد تلك الخلية النائمة وضبط الكميات الكبيرة من الأسلحة والذخائر المرتبطة بها ، جاء صادماً لمجتمعات الخليج كلها وليس الكويتي فحسب . ذلك أن غالبيتنا ذهب بالتفكير والخيال بعيداً وبدأ يتخيل سيناريو استخدام تلك الأسلحة والذخائر ونتائجها ، لو لم يتم القبض على الخلية وضبط ما بحوزتها من متفجرات وذخائر ، يقول العارفون بشؤونها أنها تكفي لإحداث دمار كبير في  مدينة كاملة وحصد آلاف الأرواح .
  
  مثل هذه الضبطيات النوعية في وقت بالغ الحساسية كالذي تمر به المنطقة ، عمل يستحق كل تقدير وتحية ، وفي الوقت نفسه يحتاج منا كشعوب ودول خليجية مستهدفة ، كل التعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة ، ولعل أهم دعم هو أن نترك لها المجال لمواصلة عملها بكل هدوء ودون ضجيج إعلامي والذي غالباً ما تكون نتائجه عكسية ، خاصة إن علمنا بوجود عوالق إعلامية هنا وهناك بالخليج تستفيد من مثل هذه الأحداث في زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي للمنطقة .

  
   من هنا قد نتفهم قرار النيابة الكويتية حظر نشر أي معلومات عن تلك الخلية ، ذلك أن اللغط في مثل هذه الأحداث والوقائع يكثر والمبالغات وعدم دقة المعلومات أكثر وأكثر ، وإن إمكانية واحتمالية أن تتشابك الخيوط ببعضها واردة جداً ، الأمر الذي قد يفيد تلك الخلية بالدرجة الأولى ومن يرتبط بها ، فتجد تبعاً لذلك فرصة لإعادة تموضعها وانتشارها وتغيير خططها وتكتيكاتها ، وفي الوقت نفسه تتعقد عمليات المتابعة والبحث ، فنكون نحن السبب من حيث ندري أو لا ندري وبحسن نية أو خلافها ، في تفويت فرص التوصل إلى جذور تلك الخلية وما شابهها على الأجهزة المختصة ، ونتسبب في إطالة فترة الترقب والقلق ..
  
  الأمن الداخلي ليس مسؤولية الأجهزة الأمنية فحسب، بل كل فرد في المجتمع يشترك فيه بصورة وأخرى، منها عدم المعاونة على بث الإشاعات ونشر المعلومات التي تزخر بها وسائل التواصل الاجتماعي ، وأهمية التعاون الهادئ الذكي مع الأجهزة الأمنية ، وذلك عبر ملاحظة أي تحركات مشبوهة هنا وهناك، والإبلاغ عنها .. وإن ما حصل في الكويت من تجهيزات وإعداد العدة لعمليات تخريبية مستقبلية ولأهداف ومقاصد سياسية أو تنفيذاً لأجندة خارجية ، ربما تجري أو جرت مثلها  في كل دول الخليج ، وربما أيضاً تنتشر خلايا نائمة في المنطقة ، تتواصل معاً بطرق مختلفة ، الأمر الذي يدعو الأجهزة المختصة إلى تعميق الحس الأمني للمواطنين ، وكيفية التعاون مع الأجهزة الأمنية بذكاء وهدوء دون ضجيج أو افتعال كثير قلق وتوتر .. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل . 

ليست هناك تعليقات: