أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الاثنين، 13 يوليو 2015

قبل أن تتخذ قرارك

  القائد الحقيقي هو من يجعل موظفيه يشعرون بأنهم مع أخ أكبر لم تلده أمهاتهم.. القائد الحقيقي هو من يجعل موظفيه يشعرون بأريحية تامة وهم يناقشون مشاكلهم الصغيرة قبل الكبيرة معه.. إن مثل هذا القائد غالباً تجده ينجح في تجنب المشاكل الكبيرة في موقع العمل ، لا لشيء سوى أنه يناقش المشاكل الصغيرة لموظفيه وحلها منذ البداية، واتخاذ ما يلزم من قرارات ، قبل أن يستفحل ويتعقد الأمر ..

  إن القائد الحقيقي لا بد أن يمتلك مهارات وقدرات إنسانية .. فإن أغلب المشاكل التي تواجه الموظفين في العمل تدور حول الأوجه الإنسانية وليست الأوجه التقنية .. ولذلك يبدع القائد صاحب المهارات الإنسانية في قيادة إدارته وتنفيذ ما هو مطلوب منه من قبل أصحاب المؤسسة أو الشركة .. 

   ولعل من أبرز المهارات المعينة على حل المشكلات هي مهارة الإنصات ، التي ندعو إليها في كل مناسبة ومقالة ، فلا يجب أن تتكلم أنت أيها القائد أكثر مما يلزم .. ولا تحاول أن تكون عالماً ومنظّراً أو العالم بالأمور والأكثر فهماً ..  فلا تتكلم كثيراً ولكن استمع وأنصت جيدا وتحدث حسب الضرورة وبكل هدوء وطمأنينة.. فإن  كل ما يطلبه  الموظف العامل لديك أن  يجد من يسمع له .. فإذا وجد ذلك منك فقد تم اختصار ثلاثة أرباع الطريق نحو حل مشاكله ..

   لكن الحاصل الآن ، هو أن قلة من القادة من تستمع وقلة قليلة من تنصت ، فالغالبية لا تطيق سماع الشكاوى أو المشاكل حتى وإن كانت صغيرة لا تأخذ جهداً ولا وقتاً في حلها ، فتجد تبعاً لذلك المنهج أن المشاكل تبدأ صغيرة في المؤسسة وتزداد حجما وتتعقد حتى يصعب إزالتها .

  الإنصات لمن يتحدث إليك وعلى وجه أخص حين يكون الحديث ثنائياً ، فإنه بالإضافة إلى كونه نوع من الخُلق والذوق الرفيع ، فهو أيضاً أداة رائعة ومهمة لصناعة القرار السليم.. لماذا ؟ لأن الإنصات والتركيز وفهم الحديث من الأدوات المعينة على اتخاذ القرار الصحيح ، وتجارب الحياة تفيد بأن من يسيء الاستماع وفهم الكلام المنطوق أو المكتوب ، يسيء الإجابة واتخاذ القرار ..

فهل تنتبه أيها القائد أو المدير أو الرئيس أو حتى الزعيم ؟  

    

ليست هناك تعليقات: