أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

السبت، 24 يناير 2015

الاختيار .. قوة


   إنه ليس من السهل ، لو تفكرت قليلاً فيه ، أن تختـار أمـراً وتقـرر البدء به . هذا الأمر أو هذا الاختيـار إن صـح التعبير ، وإن رأيته أنه أمر سهل يسـير، فإنه دلالــة على قوة تملكها ربما أنت منتبه إليها وربما و ربما لا ، وعدم الانتباه الى تلك القوة ، من الممكن أن يكون سبباً لتفويت كثير من الفرص نتيجة شكوك وظنون تجتاح النفس بعض الأحيان ..ولنتحدث في الموضوع بشكل أكثر تفصيلاً .     

   أن تملك اختيار قرارك فهذا يعني أنك تملك دفة توجيه حياتك والعكس صحيح دون أدنى شك . حاول أن تتخيل نفسك وأنت فاقد لهذه القوة ، قوة الاختيار ، أو اختيار ما تريد أن تفعله أو تقوم به .. كيف ستكون حياتك ؟ كيف سيكون وضعك وأنت تسير وفق اختيارات الآخرين ، بغض النظر عمن يكون هذا الآخر ، سواء كان أحد الوالدين أم المقربين من أهلك وعائلتك ، أصدقائك ، زملائك ، رؤسائك في العمل أم كائن من كان ، ومن هنا أقول ، إن الاختيار قوة . حين تصل الى أمر ما وتقدر على اختيار الأفضل واتخاذ القرار ومن ثم الانطلاق نحو تنفيذه ، فهذه قوة لا يجب أن يُستهان بها أبداً .
   
   إن حياتنا ما هي إلا مجموعة عمليات معينة تسير وفق اختياراتنا . أي أن حياتنا هي نتاج اختياراتنا ، وبالطبع أتحدث عن السن التي يكون المرء منا فيها على قدر من الفهم والتفكر لأن يبدأ الاعتماد على نفسه والانطلاق بحياته ، ولا أتحدث عن الأطفال أو من هم أقل من السن المعروفة والمتفق عليها عرفاً وقانوناً وغالباً أقل من العشرين عاما.. 

   حين ينضج المرء منا ويصل الى الثلاثين من العمر ، فهو يكون قد بلغ سناً يستطيع اتخاذ قراراته ، وبالتالي البدء في إدارة حياته بالصورة التي يريدها لا كما يريدها الآخرون له ..

   ربما في هذا الأمر يقول البعض بأن هناك من هم أقل من الثلاثين ويمكن الاعتماد عليهم ..  نعم ، لا أخالف أحداً يأخذ بهذا الرأي ، فالإنسان أيضاً نتاج وصناعة بيته ، فبعض البيوت هي بالفعل مصانع للرجال، وأخرى لا يمكن إطلاق مثل هذا الوصف عليها .. أليس كذلك ؟  

ليست هناك تعليقات: