أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 15 يناير 2015

فوضى خلاّقة بنكهة فرنسية !!


   في خضم الأحداث الدائرة الآن في العالمين العربي والغربي كذلك من بعد حادث الصحيفة الفرنسية ، لابد وأن واحدة من الاستراتيجيات التي لم تعد سراً اليوم ، أن تكون حاضرة بالأذهان ، وهي ما تُعرف بالفوضى الخلاّقة ، والتي تم الاعلان عنها بجرأة ووضوح في عهد بوش الابن ، وتحديداً عبر وزير خارجيته يومها كونداليزا رايس في حديث صحافي أعلنت فيه عزم واشنطن نشر الديمقراطية في المنطقة العربية ، ولكن ليس بالطرق المعروفة عبر التدرج والتدريب والتوعية والتثقيف ، بل عبر تلك الاستراتيجية .


  الفوضى الخلاّقة إذن هي نشر حالة سياسية في بلد ما ولكن بعد إحداث فوضى فيها بوسائل متنوعة ، وتم تنفيذها في العراق ، وها هو العراق يحصد نتائج تلك الاستراتيجية . ذهب بوش وذهبت كونداليزا وسيذهب غيرهم ، ولكن ما زال العراق في فوضى ونكد من العيش أصاب الجميع مع بعض التفاوت بين الطوائف المختلفة ..
   ربما البعض يفسر سكوت الغرب أيضاً على أحداث الربيع العربي ، على أن الفرصة ربما لاحت له مرة أخرى بعد الفشل في العراق لإعادة إحياء استراتيجية كونداليزا في العالم العربي ، ولكن هذه المرة عبر استغلال ثورات الشباب في بلدان الربيع العربي  وتوجيهها نحو فوضى معينة كي تبقى المنطقة تحت رحمة القرار الغربي ، وربما هذا ما يحصل الآن حسب ما نراه ظاهرياً على الأقل ، لأن الأمور الى الآن لم تُحسم بعد ، لا في مصر أو ليبيا ولا اليمن أو سوريا ، وكل الاحتمالات قابلة للتجسيد على أرض الواقع ..
  خلاصة الحديث أن الغرب يهمه استمرار هيمنته على المنطقة العربية ، سواء كانت بيده أو بيد أبناء المنطقة ، وأن من يرفض تماماً فكرة "المؤامرة" لابد أن يعي أن المؤامرة ربما لا تكون بالصورة التقليدية المعروفة ، فإن دراسة أو بحثاً يقوم به مركز أبحاث ودراسات في أي عاصمة غربية مثل واشنطن ، لندن ،  باريس أو غيرهم ، تكون خلاصة البحث مثلاً ، دعوة للسيطرة على نفط المنطقة والتحكم بأسعاره عبر وسائل متنوعة أو عدم السماح بنشر الديمقراطية الحقيقية في المنطقة ، خشية وصول من لا يتوافقون مع الغرب في التوجهات والرؤى وغيرها من توصيات ، فإنما هي مؤامرة واضحة بصورة مختلفة ، يقدم ها هنا المفكرون والباحثون خلاصات عقولهم للساسة ، الذين بدورهم يترجمونها لواقع ، والواقع يتحمل وجوهاً كثيرة ، منها عمليات ارهابية وما شابهها ، تكون مبررات لإبقاء الغرب على صلة بالمنطقة ، في الخير وكذلك الشر ..
فهل الصورة واضحة ؟

ليست هناك تعليقات: