أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

عقلية العـناد ..

   
         الاعتراف بالخطأ والإعلان عن تحمـل مسؤوليـة الخطأ وتبعاته، أمر ليس بالسـهل وقليل هم أولئك الشجعان الذين يعترفون بالخطأ إن صدر منهم  وتبين لهم ذلك بوضوح .. ولماذا هم قلة في بعض المجتمعات أو الدول ؟ لأن الثقافة المجتمعية السائدة لا تساعد على ظهور أمثال هؤلاء الشجعان ، الذين لا يبحثون سوى سيادة الحق لا غيره ، وإن كانت على حسابهم ..


   ما الحكمة من دراسة التاريخ ؟ إنها بكل تأكيد للاستفادة من  أخطاء الماضي ، وإلا فلا داعي منها إن كانت الأخطاء ستتكرر ويستمر المخطئ على أخطائه  .. هذه نقطة أولى، أما الثانية فتدور حول القدرة على التنبه للخطأ ، لأن ذلك يحتاج الى فن ومهارة ، بل الأفضل ليس في اكتشافه فحسب ، بل العمل الفوري على معالجته .

   مشاكلنا في كثير من مؤسساتنا الإدارية العربية  مهما تكن هذه المؤسسة ،  تتلخص في أننا ، كقيادات أولا ومن ثم من هم أقل درجة وظيفية ، لا نعترف بالخطأ ، حتى لو ثبت الأمر علينا ، وظهر أمر  المتسبب في الخطأ .. بل يظل المرء منا يدافع عن نفسه ويحاول التنصل والتبرير الى آخر نَفسٍ أو طاقة  فيه ، ويظل يجادل ويظل متنقلاً في مواقع الدفاع من موقع التبرير الى الجدال ، ومن ثم الى المِراء حتى ينتهي به الأمر الى العناد ، فإن وصل المرء إلى العناد ، فعليه وعلى من معه السلام !

   السبب في ذلك العند يعود الى العقلية التي نحن عليها أو الى التربية التي نشأنا عليها .. إذ  لا يوجد في ثقافتنا المعاصرة  ما يدعو إلى قيمة السمو على النفس في مواقف الأخطاء .. وهذا ما يدعو إلى أهمية التغيير التدريجي ونشر تلك القيمة وتعزيزها بالنفوس حتى نجد ذاك المرء منا ينتقل ، بفعل تلك القيمة الراقية العالية ، من عقلية التبرير الى الدخول في منهج دراسة أسباب التقصير والاتصاف بروح الشجاعة التي تأبى الكذب وتتجه الى الاعتراف بالخطأ وأن هذا الاعتراف فضيلة وخُلق عال راق .


   فهل يبدأ أحدنا بنفسه من الآن ويبدأ بتعزيز قيمة الاعتراف بالخطأ ويتحلى بالشجاعة اللازمة لذلك في الوقت المناسب ، أم أن الاستمرار على ما نحن عليه أهون وأسهل وكفى الله المؤمنين شر القتال ؟  

ليست هناك تعليقات: