أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 14 أغسطس 2014

لا تأكل من هذه الشجرة !!

   لا تأكل من هذه الشجرة، أمر إلهي كلنا يعرفه وخاص بسيدنا وأبينا الكريم عليه السلام، آدم أبو البشر. أمره الله أن يبتعد عن شجرة وحيدة في الجنة، وعدا ذلك له أن يأكل من أي شجرة يرغب في ثمرها دون حرج.. ولكن لم يمض طويل وقت، حتى اقترب من الشجرة المحرمة عليه فأكل منها وزوجته حواء ، ثم بدأت معاناتهما بأن بدت سوءاتهما، وبدأ الاثنان يخصفان عليهما من ورق الجنة.. إلى بقية القصة المعروفة.

   ما الذي دعا أبانا آدم وأمنا حواء إلى الأكل من ثمر تلك الشجرة رغم وجود آلاف أخرى من الأشجار، ربما أحلى وأزكى وأطيب منها ؟ هناك تفسيرات وتحليلات عديدة لا نود بالطبع الخوض فيها ،  ولك إن شئت الاستزادة أن تبحر في كتب التفسير المتنوعة ، ففيها ما تشاء وتطلب  من علم ،  ولكن ها هنا اليوم أوردت القصة للعروج منها إلى موضوع حياتي أراه مهماً ويتعلق بالنفس البشرية والهوى .. وما أدراك ما الهوى ؟

   النفس البشرية لا يرضيها أبداً مسألة المنع والحرمان دونما سبب مقنع منطقي ، بل بسبب ذلك ، تجدها ترفع راية التحدي فتتجه يمنة ويسرة وتبحث هنا وهناك عن أي ثغرة ينسل منها إلى الممنوع أو المحرم ، سواء كان دينياً أم دنيوياً ، ولو من باب الفضول في بعض منها !!  خذ على سبيل المثال ، لحم الخنزير.

   هذا لحم غير صحي والطب الحديث أثبت هذا، ولكن مع ذلك تجد لحم هذا الحيوان أعزكم الله، مرغوباً ومأكولاً في أقطار واسعة من العالم، رغم وجود لحوم أطيب وأزكى بل وأرخص. ولكن هكذا الإنسان، وبالمثل يمكن أن يقال عن الخمر وعن بقية المحرمات والموبقات المعروفة.

   عودة إلى قصة أبينا عليه السلام والشجرة، أقول : لو سألت أحداً اليوم وقلت له : لو أنك مكان آدم عليه السلام ولكن ليس في ذاك الزمان وإنما اليوم ، ووضعوك في أجمل جزيرة على الأرض وبها كل ما لذ وطاب من الأطعمة ، وقالوا لك : تمتع بكل شيء إلا شجرة التفاح، فإن أكلت منها سنطردك من الجزيرة، حيث الجنة والرفاهية التي ستكون عليها.. فهل ستخالف وتأكل منها ؟ بالطبع ستكون إجابته على الفور : أبداً لن أفكر! لكن كرر عليه السؤال وقل له : هل أنت على قدر التحدي بحيث تقول ذلك؟ سنرى إجابته بشكل أكثر تفصيلاً بالمقال القادم إن شاء الله ..


ليست هناك تعليقات: