أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 3 يوليو 2014

رمضان .. معسكر مفتوح

  الإنسان ملول بطبعه ، لا تجده يستقر على أمر ما فترة طويلة ، بل تجده يبحث عن التغيير بصورة وأخرى ، ولا شيء في هذا ، بل إنه  مطلوب ومحمود..  وهكذا هي النفس البشرية التي تتوق دائماً إلى التغيير وعدم الركون إلى أمر ما لفترة طويلة . 

   ألا تلاحظ أننا نرغب أحياناً في تغيير الروتين اليومي الذي نعيشه ، سواء في البيت أم العمل ؟   لماذا يحرص كثيرون منا على الخروج في إجازة ، ولماذا يحرص الأكثرية على السفر في إجازاتهم حتى لو كانت لأيام معدودات  ؟ بالطبع يحدث ذلك من باب دفع الملل والسأم عن حياتنا اليومية ، وتغيير الروتين اليومي الذي نعيشه أغلب الوقت .. في هذا السياق ، أجد أن رمضان يأتي من باب التغيير الذي يريده المولى عز وجل لعباده . نحن نعيش أحد عشر شهراً في روتين معين تقريباً في المأكل والمشرب والملبس والعمل وحتى العبادات ، وكثير من الأنشطة الحياتية اليومية ..


لكن ما إن يدخل علينا رمضان ، حتى نجد أنفسنا وقد بدأنا نشعر بالتغيير ، سواء في عاداتنا الغذائية ومواعيد الطعام نفسها أيضاً ، إضافة إلى العبادات والأنشطة الحياتية الأخرى . هذا ما يجعل لتجمعاتنا الأسرية حول مائدة الإفطار مثلاً ، طعماً ومذاقاً خاصاً ، وبالمثل عباداتنا المتنوعة ، ومثلها الزيارات الأسرية وغيرها من أنشطة حياتية متنوعة ..

شهر رمضان أشبه بمعسكر كبير مفتوح ، نمارس خلاله الكثير من الأنشطة والفعاليات ، الروحية والصحية والاجتماعية وغيرها ، فنجد أنفسنا نتدرب على التجديد والتغيير بصورة قد لا نشعر بها ، وإنما سنشعر بها بعد الانتهاء من الشهر الفضيل ، حيث يستمر كثيرون منا على عاداته الجديدة تقريباً ولفترة طويلة نسبياً ، فيما هناك من يخرج من رمضان كما دخله ، لا تغيير ولا تجديد ..  

ليست هناك تعليقات: