أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 24 يوليو 2014

معركة غـزة إلى قطر !!

   واضح لكل مراقب ومتابع لأحداث العدوان الصهيوني على غزة الصامدة ، أن الصهاينة في تخبط واضح ومعهم كل من ساندهم من صهاينة الشرق والغرب على حد سواء .. وقد انتقل هذا الداء إلى أمين عام الأمم المتحدة الذي صار يدور بين العواصم خالي الوفاض ، لا يحمل شيئاً معه على عكس ما هو مفترض منه ، بل صار يطلب الحسنة والفكرة والمبادرة ، فيما يواصل ابن بطوطة الأمريكي ، جون كيري ، جولاته الطيارة بين العواصم العربية لحل مشكلة صمود غزة والمقاومة التي لم يكن كثيرون يتوقعونها .

    أمام هذا التخبط الواضح ، لاحت لأحدهم فكرة لفت الأنظار والكاميرات بعض الشيء إلى خارج غزة ، وهو ما بدأ به وزير خارجية الكيان الصهيوني ليبرمان ، واتهامه قطر بدعم " الإرهاب" وانضم إليه مؤخراً كاهنهم الأكبر الذي بلغ من الكبر عتياً ، شمعون بيريز ، ليتهم قطر أيضاً وأنها الممول الرئيسي للإرهاب !!

    من الطريف جداً أن يتحدث عن الإرهاب شخص مثل بيريز ، وسجله الحياتي الذي لم ينته ويتوقف بعد ، شاهد على إرهابيته منذ أن قامت دولته على جثث الفلسطينيين في الأربعينات بعد تواطئ بريطاني عن سابق اصرار وترصد وخيانات عربية وغربية ليس المجال للحديث عنها الآن ..

   مصطلح الإرهاب الذي ابتدعه بوش وورط بلده في مشكلات لم تنته بعد ولن تنتهي قريباً ، وراح ضحية إعلانه الحرب على ما سماه بالإرهاب ، مئات الألوف من البشر في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها ، صار مصطلحاً فضفاضاً يستخدمونه بالكيفية التي يشاؤون ..

   ها هم اليوم يرون الصورة مقلوبة ومعكوسة في غزة. إذ يعتبرون مقاومة الفلسطينيين ودفاعهم عن حياتهم إرهاباً، فيما دك بيوتهم وقراهم بالطائرات المقاتلة الإسرائيلية  وصواريخهم الفتاكة ، واستخدامهم لأسلحة محرمة دولياً ، يبثون من خلالها الرعب والخوف في نفوس الأطفال والنساء والعجائز وصولاً إلى زهق أرواحهم .. كل هذا يسمونه دفاعاً عن النفس !! ويعتبرون من يقف مع الضحايا ويدعمهم أنه دعم للإرهاب ! فأي مقاييس وأي معايير تلك التي يحتكمون إليها ، هذا إن كانت لديهم معايير أخلاقية قبل ذلك تسمح لهم بهذا التقييم والتحكيم ..

   من هنا نعتبر أن توجيه الاتهامات إلى قطر وبالمثل إلى الجزيرة وأنهما تقفان مع الإرهاب،  والمقصد بالطبع حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل عام ، إنما هو نوع من لفت الأنظار صوب عاصمة عربية أخرى غير غـزة وأحداثها ، وإشغال العالم العربي والغربي بقطر والجزيرة عن القضية الأساسية وهي العدوان على شعب مضطهد يبحث عن حريته ، وبحيث يطول هذا الانشغال بعض الوقت ، ينسى العالم أو تخف حماستهم بعض الشيء نحو مبادرة قطر وتركيا ، ريثما يتم الانتهاء من طبخ مبادرة جديدة ، يشتغل عليها الآن كيري وبان كيمون مع عباس والسيسي ، لأجل أن يتم انتشال الكيان الغاصب من ورطته التي تتعمق كل يوم .. وسيعلمُ الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون  . صدق الله العظيم  


    



ليست هناك تعليقات: