أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 23 يوليو 2014

مليون شكر للجزيرة

  جميل هذا التواصل والتأييد الشعبي من المحيط للخليج لشبكة الجزيرة بقنواتها ومواقعها الالكترونية ، بعد أن ترجم الجيش الصهيوني المحتل تصريحات وزير خارجية الكيان الصهيوني وحولها إلى واقع على الأرض ، فكان ذلك عبر استهداف مكتب القناة في غزة الصامدة ، برصاص متفجر يوم أمس .

   إن عدواً لا يتوانى لحظة في قتل الأطفال والنساء والعجائز، ويهلك الحرث والنسل في كل موقع ينزل فيه، استناداً إلى نصوص توراتية محرفة ، لن يتردد لحظة في قمع واسكات الصوت شبه الوحيد في هذا العدوان ، الذي منه يعرف العالم كله ما يجري في غزة  من وحشية وجرائم حرب .

   حين يرد اسم الجزيرة ، فإنه على الفور يقترن بقطر ، فما يصيب الجزيرة من اساءات واعتداءات وتجاوزات ، تنال قطر كدولة وحكومة وشعب بالمثل وربما أكثر، سواء من الصهاينة المحتلين العسكريين أو من صهاينة العرب ، الذين ظهروا كجراثيم معدية وينتشرون من المحيط إلى الخليج على شكل رموز إعلامية وفكرية وسياسية وأحياناً دينية وللأسف .  

   لولا الله ثم الجزيرة ما عرف العالم كله ، شعوباً وقبائل ومؤسسات ودول بالذي يجري في غزة الصامدة . نعم هناك وسائل إعلامية أخرى تنقل ما يحدث ولكن من باب العلم بالشيء ، لكن أن تدخل في تفاصيل الحياة اليومية للغزاويين وتنقل مآسيهم ومشاعرهم وآهاتهم بالصوت والصورة ، فهذا أمر ليس له إلا الجزيرة .


   ليس هنا المجال لمدح الجزيرة ، بقدر ما هي وضع لنقاط فوق حروف ، حين أراد البعض لتلك الحروف أن تكون بدون تنقيط ، كي يسهل عليهم تفسيرها بالطريقة التي يشاؤون !!  لكننا هنا نقول بأن الجزيرة ورغم بعض سلبياتها التي لا تخلو أي وسيلة إعلامية منها ، إلا أنها مقارنة بغيرها من وسائل الإعلام العربية ، أشبه بمن يقارن الثرى بالثريا ، خاصة وقد اتضح هذا الفارق في الأزمة أو العدوان الصهيوني الحالي على غزة وأهلها الصامدين .

   حفظ الله الجزيرة من كل سوء ، وحفظ قطر ، حكومة وشعباً ومن فيها .. وظني أن مثل هذه المواقف للحكومات أو المؤسسات أو الأفراد ، ستظل الشعوب تتذكرها وتحفرها في القلوب والعقول ، فما الحياة الدنيا إلا مجموعة مواقف ، وما أجمل أن تكون إيجابية بنّاءة .. 

ليست هناك تعليقات: