أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 3 أبريل 2014

الديكتاتور مات مشنوقاً ..

   كلنا سمع أو قرأ عن ديكتاتور إيطاليا في بدايات القرن الماضي موسوليني ، صديق هتلر الألماني .. ومن التاريخ نستلهم العبر والدروس أو هكذا هو التاريخ لمن يريد أن يعتبر ويستفيد ، أما المعاكس لهذا الخط ، فلن يعتبر بالتاريخ وأحداثه .. لكن ما قصة موسوليني ؟

  ظروف كثيرة ساعدت موسوليني للوصول لسدة الحكم في ايطاليا فصار رئيساً للوزراء واستبشر الشعب الإيطالي  به وظنوا أنه منقذ البلاد وقائدها نحو المجد الضائع  الذي كان  للإمبراطورية الرومانية .. لكنه وبسبب تركيبته الشخصية النفسية المتناقضة ، انقلب على الشعب سريعاً فصار طاغية بمعنى الكلمة ، وقسى على شعبه وبث الرعب في النفوس ، وتخلص من معارضيه وحكم ايطاليا بقوة الحديد والنار فلا صوت يعلو صوته ولا صورة تُعلق في البلاد غير صورته ..

    عاش الشعب الإيطالي خائفاً مرعوباً ، وقامت عصابات موسولويني تعيث فساداً في الأرض ، تقتل وتقمع وتخنق أي صوت معارض .. حتى تهلهل الكيان الاقتصادي لإيطاليا خاصة بعد دخولها الحرب العالمية الثانية ، وبدأ التململ في الشارع الإيطالي وبدأت النفوس تتذمر من موسولويني وبدأ جدار الخوف منه ينكسر حتى قرر المجلس الأعلى الفاشي إقالته .. ولم يتقبل الأمر وعارض ودخل في إشكاليات مع الدولة وتحالف مع هتلر .


  لم يصدق موسوليني أنه خارج الحكم ولم يتقبل الأمر وكافح وفي اعتقاده أن بها الكثير من المناصرين والموالين له ، ولم يدر أن الأمور تتغير بسرعة .. فتناثر المؤيدون هنا وهناك وابتعدوا عنه إلى أن أيقن بأهمية قبول الأمر الواقع ، فقرر الهروب سراً وهرب متخفياً بزي الجنود الألمان في شاحنة نقل الجنود.لكن القوات الوطنية الإيطالية اكتشفته فألقي القبض عليه حيث تمت محاكمته وأعدم  مع كثيرين من أتباعه ممن أعمى الله أبصارهم وقلوبهم، وظلت جثثهم معلقة من أرجلهم في ميدان عام بمدينة ميلانو لكي يشاهد الشعب ويتأكد أن الديكتاتور قد تم إعدامه فعلاً، وكانت تلك طريقة معتمدة لإعدام الخونة في إيطاليا. 

   إن المشكلة التي تتكرر مع كل طاغية هي سيطرة روح الكبر عليه الى الثواني الأخيرة من حياته . لا يعتبر ولا يستفيد من دروس التاريخ ومن تجارب غيره .. ومن كان أكثر جبروتاً وطغيانا من فرعون ؟ ورغم ذلك ، أخزاه الله وأنجاه ببدنه ليكون آية وعبرة لمن بعده ..