أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الاثنين، 28 أبريل 2014

أحلام اليقظة ..

     
أحلام اليقظة حالة ذهنية يعيشها الشخص على شكل حلم دون أن يكون نائماً ، فالفرق بين حلم اليقظة والحلم العادي وقت النوم ، أن الصور الذهنية أثناء حلم اليقظة ، تكون جلية وتامة الوضوح ، ويمكن اعتباره نوعاً من الخيال المعتدل ، لأنه يتضمن تخطيطاً فعلياً للمستقبل مثلاً أو مراجعة لذكريات الماضي ومحاولة تعديل أحداثه عبر تخيل الأحداث وفيما لو أنه كان قد قام بهذا ما كان يحدث هذا .. أو شيء من هذا القبيل .. ومثل هذا النوع من أحلام اليقظة ، محمود وايجابي ندعو إليه بين الحين والحين .

   إنه من الجميل أن يحلم أحدنا مثل تلك النوعية من الأحلام .. لكن قد يتساءل أحدكم عن ذلك ولماذا أدعو إلى أحلام ولا أدعو إلى وقائع ؟ أليس الواقع أجدى وأفضل من الحلم ؟ أليس الحلم هو هروب وجبن ، فيما مواجهة الواقع هي شعور بالمسؤولية ونوع من الشجاعة ؟ ألسنا نعيش واقعاً وحياة مُعاشاً ، فلم إذن الأحلام والخيالات ؟  أسئلة واقعية وجيهة وصادقة ، لكن أليست أحلام اليوم هي حقائق الغد ؟ أليست الاستراتيجيات الكبيرة تبدأ من أحلام صغيرة ؟ أليست الإمبراطوريات الكبيرة ظهرت بناء على أحلام صغيرة من قادة معينين في وقت معين من التاريخ ؟ أليس الثراء والغنى وامتلاك المال والجاه يبدأ من خاطرة ثم فكرة ثم مجموعة أحلام ، لتتحول بعدها إلى خطط ووسائل وآليات تنفيذية حتى تصير واقعاً متجسداً ؟ فما قصة اليوم ؟
   
   أحلام اليقظة أجدها نافعة وفاعلة لو استطاع أحدنا الاستفادة منها واستثمارها فيما يعود عليه بالنفع . والسؤال : كيف استفيد منها أو استثمـرها بشكل ايجابي ؟
إليك الجواب .. 

   لكن قبل الإجابة ، أجد أن النقطة المهمة التي لابد من الإشارة إليها وحتى تستفيد من أحلام اليقظة ، ألا تعتاد عليها وتدمنها ، بحيث تكون وسيلة هروب كلما واجهتك مشكلة .. لا ليس هكذا تستفيد من حلم اليقظة ، ولهذا لا تعتاد عليها ، بل اجعلها وسيلة من وسائلك الكثيرة المتعددة  للتخطيط أو الاسترخاء بشكل عام . ثم حاول أن تكمل الحلم بشكل تام وصحيح إن بدأت به لكي تكتمل الصورة ، فتقوم من حلمك وقد خططت ورتبت أفكارك ، كما لو ترى ما تريد وتنوي القيام به ، ماثلاً أمام عينيك وواضحة ملامحه ..  ولابد أن يكون ذلك في جو هادئ لا ضجيج ولا صخب .
   
       جرب وعش أحلام اليقظة ولكن دون إسراف ، وحاول أن تعيش عالماً تحلم به وتخطط الوصول إليه ، وانظر كيف تذهب إلى ذاك العالم وكيف تدير أمورك فيه ، وأطلق العنان لخيالك وعقلك ولا تقيدهما أبداً ، ثم ارجع وحلل ما حلمت به وأنت يقظ غير نائم .. ستجد الأمور مذهلة  في ذاك العالم والأكثر روعة أن بإمكانك الاستفادة من الحلم بوضع النقاط على الحروف ، والبدء في التخطيط وتجسيد الحلم إلى واقع .. جرب مع أبسط الأمور ثم تدرج إلى الأصعب والأعقد .. ستجد أن عقلاً هائلاً رهيباً تملكه ولا تستخدم عُشر إمكانياته وقدراته  .. أليس كذلك ؟