أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 2 أبريل 2014

ضاحي وقد طاف حدوده ..

  المسؤول الأمني في إمارة دبي ، الفريق ضاحي خلفان ، الذي اكتسب شهرة سريعة ومتابعين كُثرفي تويتر ، وكل متابع ينشد أمراً من متابعته له ، بدا وكأنه في اليومين الماضيين قد زاد في المكيال وتخطى الحدود المسموحة له بالتغريد ، ووصل حداً لا ينبغي تركه وشأنه ، لأن المسألة وصلت الى حدود سيادة الدولة ، وهي من الأمور غير المقبول العبث بها ، التي تجدُ الدول عادة تبذل ما في وسعها وما تملك في سبيل عدم المساس بسيادتها بصورة وأخرى . 
  
   الفريق ضاحي يبدو أنه استسهل في التغريد الوصول الى حد التشكيك بتاريخ الدولة، وبدأ يردد نغمة قديمة استخدمها الرئيس العراقي الأسبق وجاءت بالدمار على العراق الى يومنا هذا ، حين قال في معرض تبريره لاحتلال الكويت ، أنه بمثابة إعادة الفرع الى الأصل .. وهذا ما قام يردده الفريق الأمني في إمارة دبي ، الفريق ضاحي ، واعتبر قطر فرعاً من أصل ويقصد بالأصل مشيخة أبوظبي !  

  لا نريد الدخول في تفاصيل ونتعمق في التاريخ ، فإن للتاريخ أهله، لكن أن يثير مسؤول أمني مثل هذه الموضوعات ذات الحساسية البالغة والمؤثرة في العلاقات السياسية بين الدول ، وقد انتهت الدول من مسائل الحدود وتم رسمها واعتمادها وفق قوانين واعتبارات دولية معروفة ، فإن في الإثارة فقط ، الكثير من التساؤلات ..

    لماذا يثير مسؤول أمني رفيع المستوى ، قضية حساسة مثل الحدود والأصول والفروع ؟ هل إثارته تلك ، استمرار لحملة تصعيد متدرجة ضمن توجه الثلاثي الخليجي بالتصعيد ضد قطر ، ويلعب هذا المسؤول الأمني دوراً في بث الرسائل الواحدة تلو الأخرى عبر وسيلة شعبية إعلامية مثل تويتر ؟ أم أن هذه الإثارة جزء من تغطية إعلامية على مشكلات أخرى داخلية ، بحيث يتم عبرها توجيه الأنظار الى الخارج من خلال سيناريو صناعة عدو وهمي ، ليكون هذا العدو بالتالي ، مشجب تُعلق عليه الإخفاقات والانتكاسات ، كلما انتبهت الشعوب إلى مشاكلها الداخلية ؟


  لنكن أكثر وضوحاً ..
لا يمكن تفسير ما يقوم به هذا المسؤول الأمني تجاه دولة قطر ومن قبلها دولة الكويت ، وبشكل مستمر مع تركيا ، سوى أنه جزء من لفت الأنظار الى خارج بلده ، نظراً لوجود مشكلات وتوريطات سياسية معقدة كلنا يدري بها ، ويريد بذلك ، مدفوعاً من جهات أعلى ، إشغال الشعوب الخليجية بقضايا هامشية أو مختلقة ، كيلا تلتفت الى قضايا جوهرية حساسة وأهمها على الإطلاق دعم الانقلاب في مصر والتورط في الوقوف معه والاستمرار الإجباري معه الى نهاية غير معروفة ، إضافة الى قضية الجزر الثلاث المحتلة وغيرها من أزمات داخلية وخارجية هنا وهناك .

   الخارجية القطرية لا أظن أنها تتجاهل هذا الأمر المستهجن ، لكن حتى لو كنا في قطر نتخذ مبدأ إتاحة المجال للآخرين انتقادنا ، فإن المسألة حين تصل الى انتهاك حريتك والتعدي عليها ، فلابد حينها من اتخاذ ما يلزم لمنع ذلك ووقفه على الفور ، فقد يُفهم السكوت أحياناً بشكل سلبي يشجع على التمادي والاستمرار ..

والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل .