أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الاثنين، 6 يناير 2014

قبل أن ترسل رسالتك ..



مثلما أن تطور وسائل الاتصال أدى الى نتائج إيجابية كثيرة وساعدنا على مزيد من التواصل بين بعضنا البعض ، حتى وإن لم يكن جسدياً أو وجهاً لوجه ، فإن ذاك التطور أنتج سلبيات أخرى ومشكلات لا يمكن تجاهلها ، ولعل من أبرز المشكلات والسلبيات ، سرعة تمرير ما يصلنا الى الغير دون تثبت من دقة وصحة ما يصل .. 


   حين تصلنا رسائل على البريد الالكتروني أو وسائل التواصل الأخرى عبر الهاتف على وجه التحديد ، وتكون ذات محتوى مثير أو نالت إعجابنا ، فإن أول ما نفكر فيه هو إعادة إرسال ما وصلتنا وبكل سهولة ويسر وتمريرها إلى زميل أو صديق أو أفراد من الأهل والأقارب سواء في المدينة نفسها أو البلد بشكل عام  أو خارج البلد  وفي غضون ثوان معدودة.. فأين الإيجابية ها هنا وكذلك السلبية ؟


   الإيجابية الطيبة في هذا المسلك أن أحدنا يتذكر أصدقاءه وأحبابه حين تصله رسالة فيها موعظة أو نصائح طبية أو فكاهة أو علم جديد أو تنوير أو تثقيف، فتحثه نفسه على تمرير الرسالة إلى من يعرفهم ، فيظل بهذه الطريقة على تواصل معهم حتى إن كان لا يراهم أو يتواصل معهم لا بصوت ولا بصورة ، وإن كانت بالطبع لا تغني عن الطرق التقليدية المعروفة عبر الهواتف والزيارات ..

   لكن المأخذ أو السلبية هنا كامنة في ذاك التسرع في الإرسال قبل التثبت من صحة المعلومات والمحتويات ، خصوصاً إن كانت المحتويات دينية أو صحية على وجه الخصوص. إذ إنه كثيراً ما تصلنا رسائل تحتوي على معلومات غير دقيقة وأحيانا غير صحيحة، فنقوم بتمريرها بحسن نية، ولكن من بعد التحقق يتبين عدم صحتها، لكن بعد أن تكون الرسالة قد انتشرت ووصلت إلى الآلاف في غضون دقائق معدودة.

   المسألة  تحتاج إلى شيء من الصبر وشيء من الدقة قبل أن يكبس أحدنا زر التمرير، لأمرين لا ثالث لهما. أولاً لنحافظ على إيجابيتها كوسيلة تواصل فاعلة سهلة ومرغوبة ،  وثانياً كي لا نفقد الثقة في رسائل بعضنا البعض ، حتى لا تتحول مادة الرسالة بالتسرع وعدم الانتباه  إلى كبسة رز ، وما أدراك ما تفعل " الكبسة " تلك ..