أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 23 يناير 2014

من يكرهك ؟!

 
   مهما تحاول أن تتجنب المشكلات أو الدخول في صراعات مع من حولك ، وتحاول أن تمشي جنب الجدار أو في الظل ، كما تقول العامة ، إلا وجدت أحداً يسبب لك بعض المتاعب ، كأدنى درجات الكراهية التي لها أسبابها الكثيرة ، كالحسد مثلاً أو بعض علل معنوية أخرى بالقلب ..
  دعني اليوم أقدم لك وصفة حياتية من واقع التجارب مع بني البشر ، يمكنك تطبيقها مع من تجد أنه يكرهك لسبب أو حاجة في نفسه .. فلو وجدت ذاك الشخص الذي يعاديك ويكرهك يوماً ، يذكر مساوئ ومعايب عنك أمام الناس وفي حضورك دون أن يشير إليك أو يذكر اسمك ، فالمطلوب بعض الصبر وتحمل الموقف لدقائق معدودة فقط ، دون أن تقاومه وتدافع عن نفسك ، بل بدلاً من ذلك قم أنت بتأييده وانتقاد من به تلك المساوئ أيضاً ، وكأنك لا تعلم أبداً أنك المقصود ، وهو ما قد سيثير استغرابه .. 

    حاول بعد ذلك أن تجيب على تساؤلاته بالتطرق إلى موضوعات أخرى بعيدة عن الموضوع ، فإن أصر على الموضوع وقام بتسميتك هذه المرة وأنك المقصود ، فاظهر له استغرابك ، وأنك كنت تتوقع أن يكون ذلك مزحاً .. فإن رأيت إصراراً منه ، قم بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد بعض النكات ، وكأنك لم تهتم ولم تأخذ الموضوع بحساسية ..

      عملك ذاك سيعمل على إغاظته وإثارته أكثر فأكثر ، فتكون نتيجة ذلك ظهوره بمظهر غير لائق وهو ثائر غضبان ، في حين تكون أنت في هدوء وضبط وربط للنفس ، وأثناء ذلك الهدوء والاتزان سيبدأ الشخص بملاحظة نفسه وأنه ثائر على شيء لا يستحق وأن مظهره بالفعل غير لائق أمام الناس ، فتجده على الفور يتجه نحو التهدئة التلقائية ، ومن ثم الوقوع تدريجياً في دائرة الشعور بالحرج، بدءاً من الناس الحاضرين أو منك أنت المكروه !  موقفك ذاك سيجعله يفكر مستقبلاً مرات عديدة قبل أن يهاجمك أمام الآخرين ، وسيدرك أنه ما كان يجب عليه القيام بذلك ، فتراه وقد تركك نهائياً ، بل قد يترك معاداتك وكراهيتك أيضاً.. فهل أنت مستعد لتطبيق الوصفة مع من تـفكر فيه الآن ؟