أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

كما بدأت تنتهي ..

    ما أن يبدأ شيء بالعمل أو الحركة أو الدوران أو الحياة حتى يكون العد التنازلي لنهاية كل  تلك العمليات قد بدأ على الفور ، وهذه ليست فلسفة، لكنها حقيقة واضحة جلية..

حقيقة واضحة جلية تقول باختصار شديد : أنه لا خلود في هذه الحياة مهما طال الزمن .. ولا أظن أحداً من أولي الألباب يقول بغير هذا.

    إن كل شيء إلى زوال لا محالة والمسألة ليست أكثر من مجرد وقت فقط.. وأمام هذه الحقيقة ليس علينا أن نقف ونتساءل بقول لماذا، لأن الإجابة واضحة وباختصار شديد، هي أن الدنيا ليست مكاناً للخلود وإنما الخلود في حياة أخرى، لا ندري كنهها ولا طبيعتها، ولكن الإيمان بها واجب ..

    إذن وفق ذاك الإيمان، علينا بدلاً من التساؤل، ولم لا خلود لشيء في هذه الدنيا، علينا العمل على استمرارية عجلة الحياة وبإيجابية أكثر، لا الجلوس والبكاء على اللبن المسكوب كما تقول العامة في أمثالها.

   هكذا الحياة تسير، وهكذا حقيقتها.. اليوم قد تكون في منصب رفيع ومكانة عالية يشير إليك الجميع بالبنان، وفجأة تجد نفسك خارج دائرة الاهتمام، لا تجد من كانوا يشيرون إليك قبل أيام. فلا يجب أن تجزع لذلك، لأن سنة الزوال وعدم الخلود حان وقت تفعيلها معك في الأمر الذي كنت عليه.. وقس على هذا كافة العمليات الحيوية وغير الحيوية التي تقوم بها أو تراها حولك.

   لهذا كله لا يجب أن يفرح أحدنا بأمر دنيوي كثيراً، فلا المناصب ولا الكراسي ولا الزينات ولا البشر يبقون، الكل إلى زوال بصورة وأخرى.. ومن الإيجابية إذن في هذا الأمر، أن نتعظ ونتعلم ونبدأ البناء على الفور.

 أليس هذا أفضل في سبيل حياة إيجابية مثمرة ؟