أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 21 نوفمبر 2013

التنفيس ليس بالتطعـيس


     لا يمكن أبداً قبول العـذر الواهـي للـشباب أن ممارسـة هوايـة " التطعـيس" أو قيادة السيــارات رباعية الدفع  و" البانشيات " على " الطعوس"  أو الكثبان الرملية الطبيعية الجميلة في منطقة سيلين البحرية المعروفة في قطر ، بأنها للتنفيس عن طاقات مكبوتة!!

  لا يمكن أبداً قبول مثل ذلك العذر، لأن مجالات تنفيس الطاقات لدى الشباب كثيرة ومتنوعة، ولم يكن أو سيكون التنفيس يوماً، باباً لإلقاء النفس إلى التهلكة، كما هو الحاصل الآن مع شبابنا في كل إجازة أو موسم تخييم بمنطقة سيلين وغيرها.

   الأغرب من أعذار الشباب هو عدم وجود الرادع أو المانع، سواء على المستوى الرسمي المالك لأدوات الردع والمنع وبقوة القانون، أو المستوى الاجتماعي عبر مؤسسات المجتمع المدني التي لا أثر كبيراً لها في هذه المسألة، ولا المستوى الأسري،  باعتبار أن سلطة البيوت صارت واهنة ضعيفة أمام الأبناء.

   بين كل حين وآخر تفجع البيوت بفقدان أبنائها في حوادث السرعة أو التطعيس، وتُثار المسألة لأيام معدودات في الصحف وتنتهي، لتعود مجدداً بعد كل فاجعة تضرب البيوت الآمنة "الغافلة".


   الكثبان الرملية أو الطعوس، أوجدها الله لحكمة معينة، والبشر يمكنهم الاستمتاع بالجمال الطبيعي لمنظرها مع البحر، لأغراض التأمل والتفكر ولإراحة القلوب والعقول، لكن ليست للتطعيس وإزعاج الآخرين وإيذاء النفوس.

   الداخلية بما تملك من أدوات الردع والمنع، مطالبة بمنع التطعيس بالمنطقة نهائياً وعدم الاكتفاء بالتحذيرات والنداءات التوعوية. والبيئة مسؤوليتها في حماية الكثبان الرملية لا تقل عن الروض والمحميات.

   لابد من رادع ومانع يمنع هذا التهور، ويوقف نزيف الدماء الشابة، وآلام البيوت الآمنة المطمئنة و" الغافلة " في الوقت ذاته .. فهل من مجيب ؟


تأمل هذا المقطع وأنظر ماذا ترى ؟!