أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

في حب قطر وأميرها نقول ..


  بالأمس لم تكن العروض العسكرية ، الجوية منها أو الأرضية والبحرية بالتي لفتت الأنظار وشرحت الصدور وأفرحت القلوب ، بقدر ما كانت في تلك اللفتة الإنسانية من سمو أمير البلاد ، حفظه الله ورعاه ، غير المبرمجة ولا المتوقعة من الحضور بالموقع ولا المشاهدين عبر التلفاز ، وهو يسير بعيداً عن الرسميات والسيارات والبروتوكولات الأمنية ، يقترب جداً من حشود الجماهير من المواطنين والمقيمين على أرض قطر الطيبة.  يسلم على هذا وذاك ويقترب أكثر ليصافح الصغير والكبير ، المواطن والمقيم في مشهد لابد لك أن تحترمه وتحترم سيد المشهد وكان بامتياز ، سمو الأمير حفظه الله ..
   
  ففي الظروف الراهنة التي صارت قطر في قلب أهم وأبرز الأحداث على المستوى العربي أو أحداث الربيع العربي ، إن جاز لنا التحديد أكثر ،  وفي ظل التوترات المصاحبة لها هنا وهناك ، وأهمية أخذ التدابير الأمنية واشتراطات السلامة الضرورية لكل شخصية رسمية ، نجد سمو الأمير وقد تجاوز كل ذلك متوكلاً على الحفيظ سبحانه ، ليقترب من أبناء شعبه ومن يقيم على هذه الأرض الطيبة ، حتى اختفت المسافات المادية ، ومن قبلها المعنوية ، بينه وبين محبيه على هذه الأرض وملايين آخرين هنا وهناك على مستوى الوطن العربي ..

  

    هي مسافات بالأمتار قليلة ، سار فيها سمو الأمير قريباً من حشود الجماهير على كورنيش الدوحة يوم أمس ، كانت كفيلة بتعميق مشاعر الحب والتقدير والاحترام لهذا الرجل ، الذي يبذل الجهد في الداخل والخارج لأجل أمن وسلامة ورفاهية الناس ، حتى وإن اختلف معه الغير ، وهذا أمر لا ينكره سمو الأمير ، ولكن في اعتقاده أنه يكفيه شرف المحاولة والعمل والاجتهاد فيه،  فيما التوفيق من عند رب العباد ، فإن أصاب فله أجران ، وإن لم يكن كذلك فله أجر، وهذا مفهوم كل مسلم للعمل كما يعلمنا ديننا الحنيف .
  
   هذه هي إذن قطر ، وهذا هو أميرها . دوماً مثار إعجاب وتقدير، وهذا أمر بالضرورة يسعد كل قطري وقطرية . إن زمننا هذا هو للعمل الجاد وبايجابية وإتقان ومثابرة ، فقد ولى عهد التنظير والكلام والقعود عن التنفيذ .. استطاعت قطر في غضون سنوات قليلة أن تكون في الداخل والخارج مثار الاهتمام ، فالموازين والمعايير تختلف في هذا العصر ، والتأثير في الأحداث لم يعد يشترط حضور التاريخ والجغرافيا بشكل كبير كما كان في عهد مضى ، بل التأثير بقدر جهدك الموزون وروحك الايجابية وتفانيك في عملك وإتقانك له ، فهي معايير هذا العصر ، وهي التي تجلب لك التقدير والاحترام ، وأحسب أن هذا هو النهج الذي تسير عليه قطر وبالمثل يسير أميرها ، حفظهما الله .. 
  

ليست هناك تعليقات: