أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

مرة أخرى .. قطر في الكويت !!

    حين تشعر بأنك في أزمة وورطة ولا تجد حلاً أو تبريراً لما قمت به من أخطاء، يتفتق ذهنك عن حل يلجأ إليه كثيرون وقت الأزمات، ويتمثل في توجيه أصابع الاتهام إلى آخرين، فهذا من شأنه أن يخفف الضغط عليك بعض الوقت، ولكن بالطبع ليس كل الوقت؛ لأن هذا الحل معروف عنه سرعة الذوبان أو التلاشي، وكأنه لم يكن شيئاً مذكوراً!! 

   مناسبة هذه المقدمة الفلسفية هي ما روجه البعض في دولة الكويت الشقيقة عن دور قطر في دعم المعارضة الكويتية، في وقت نشعر جميعاً بحساسيته، لا سيما في الكويت، التي تعيش حراكاً سياسياً نحترمه جداً، بل نعتبر أحداثها السياسية، لا سيما الانتخابات البرلمانية، مثل بوصلة تبين اتجاهات الأحداث في المنطقة الخليجية، تتأثر بقية دول منظومة التعاون الخليجي بأحداثها بصورة وأخرى. 


   في قطر نتفهم أهداف من يروج لمثل تلك الأقاويل غير المثبتة بالأدلة والشواهد، خاصة أنها تجيء في فترة تشهد الكويت فيها حراكاً شعبياً غير مسبوق، ضمن سياق وأجواء ما تعارف عليه العالم بالربيع العربي، حيث الحراكات المتنوعة لأجل التغيير، بغض النظر عن أهداف وتوجهات كل جهة، لكن الأغلب أنها حراكات نحو الأفضل. 


  في قطر استغربنا محاولة البعض زج اسم قطر في الحراك الحاصل في الكويت، باعتبار أن قطر الآن أصبحت شماعة لأية جهة تريد أن تعلق أخطاءها على غيرها، فوجدت الخارج هو الأنسب، وقطر هي النموذج لذلك والأقرب إلى القبول من البعض، لحاجات وأغراض في نفوسهم، التي أصبحت تقبل تلك الأقاويل والاتهامات، دون قليل تمحيص، ودون أدلة وشواهد واضحة منطقية.


   هذا الاستغراب لم يطل في قطر، فقد شهد شاهد من أهل الكويت، متمثل في رئيس وزرائها الشيخ جابر المبارك الصباح الذي نفى وجود دعم قطري للمعارضة في بلاده، ومؤكداً أن الدوحة تقف مع الكويت.. في رد واضح على سؤال أثناء لقائه رؤساء تحرير الصحف الكويتية حول اتهام البعض دولة قطر بدعم بعض نواب المعارضة وتحريضهم على الحكومة، حيث قال إن هذا الكلام «غير صحيح وإن دولة قطر الشقيقة، أميراً وحكومة وشعباً، يساندون الكويت ولا يريدون لها إلا الخير، وصاحب السمو أمير البلاد أكد هذا الأمر». 


     بحسابات المنطق، ليست هناك حاجة لقطر، على سبيل الافتراض، أن تزعزع استقرار الكويت عبر الفزاعة العربية المتداولة حالياً بعدما انتهت القاعدة، والمتمثلة في «الإخوان المسلمين»، بل لماذا تفعل ذلك والكويت لم تؤثر أو تعمل ضد قطر، بل «حبايب» من قديم التاريخ والزمن، وإن حدثت تباينات في وجهات النظر أحياناً حول عدد من المسائل ضمن منظومة التعاون الخليجي، لكن هذا لا يُقارن مثلاً بتأثيرات أنظمة مصر وليبيا والآن سوريا على قطر، وغيرها من بلدان عربية صغيرة.. فتلك أنظمة لو وقفت قطر أو غيرها مع شعوبها فهو أمر مفهوم. أما أن يكون ضد الكويت، فهذا أمر بعيد عن المنطق، بل لا يمكن قبوله.. 

   في قطر نتمنى كل الخير للكويت حكومة وشعباً، واستقرارها مهم وندعو جميعاً إليه، مثلما ندعو لاستقرار بقية دول الربيع العربي، فمهما تجاذبتنا قوى ومصالح من هنا وهناك وحتى وإن كنا مشتتين إلى الآن، سنظل أمة واحدة. ولن يتغير من ذلك المعنى شيء، وهو ما سيكون يوماً ما واقعاً متجسداً نرجوه أن يكون قريباً.

ليست هناك تعليقات: