أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 25 مارس 2012

نصائح مجانية للمديرين والرؤساء ..


 
    هناك اعتقاد شائع بين كثير من المسئولين الكبار ، رؤساء أم مديرين ،  متمثل في أن بقاء المسؤول في مكانه بالمؤسسة أو الشركة مرهون برضا مسئوله الأكبر ، دون أي اعتبار لرضا مرؤوسيه .. وبسبب ذلك الاعتقاد تجد ذلك التواصل القوي والمستمر مع المسئولين الكبار ، سواء كانت هناك حاجة أم لا ، في حين يكون التواصل مع المرؤوسين في أدنى درجاته وربما يصل لحد القطيعة ..

   اعلم أيها المسؤول بأن مرؤوسيك  لهم سيطرة عجيبة على مستقبلك بأكثر مما هي عند رؤسائك الكبار .. فالبقاء في المنصب والترقية إلى أعلى إنما يعتمدان بدرجة كبيرة لا تتوقعها على المرؤوسين وثقتهم بك !  إذ أن تلك الثقة والمحبة من المرؤوسين تترجم إلى فعل ينعكس بالضرورة على جودة الأداء والإنتاج ، وبالتالي يؤثر إيجابياً على وضعك واسمك وتكون مثالاً ونموذجاً للقائد الناجح القابل للإقتداء من الغير ..

   هل تعتقد أيها الرئيس أو المدير أو القائد أن بناء الثقة في الموظفين العاملين تحت إدارتك ، بالسهولة تلك التي تتصورها ؟ بالطبع لا ، لماذا؟  لأن أول درجات بناء الثقة يتمثل في تلك اللمسة الشخصية الإنسانية الصادرة منك إليهم . ولعل أول مظاهر تلك اللمسة أن تجيد فن الاستماع إلى موظفيك ..

    لا تتكلم أنت أيها القائد أكثر مما يلزم .. ولا تحاول أن تكون عالماً ومنظّراً أو العالم بالأمور والأكثر فهماً ..  فلا تتكلم كثيرا  ، ولكن استمع وأنصت جيدا وتحدث حسب الضرورة وبكل هدوء وطمأنينة.. فإن  كل ما يطلبه  الموظف العامل لديك أن  يجد من يسمع له .. فإذا وجد ذلك منك فقد تم اختصار ثلاثة أرباع الطريق نحو حل مشاكله ..

   لكن الحاصل والمؤسف أن قلة من القادة من تستمع ، فالغالبية لا تطيق سماع الشكاوى أو المشاكل وان كانت صغيرة ، فتجد تبعاً لذلك المنهج أن المشاكل تبدأ صغيرة في المؤسسة وتزداد حجما وتتعقد حتى يصعب إزالتها .

إن القائد الحقيقي هو الذي يجعل موظفيه يشعرون بأن من الطبيعي بالنسبة لهم أن يجدوا رئيسهم يناقش مشاكلهم الصغيرة معهم .. إذ غالبا ما ينجح هذا القائد في تجنب المشاكل الكبيرة بسبب مناقشته المشاكل الصغيرة وحلها منذ البداية .. إن القائد الحقيقي لا بد أن يمتلك قدرات تقنية وقدرات إنسانية .. فإن أغلب المشاكل التي تواجه الموظفين في العمل تدور حول الأوجه الإنسانية وليست الأوجه التقنية .. ولذلك يبدع القائد صاحب المهارات الإنسانية في قيادة إدارته وتنفيذ ما هو مطلوب منه من قبل أصحاب المؤسسة أو الشركة .. 
    
 وأخيراً ، العدل أساس الملك ، فلابد تبعاً لذلك أن يكون القائد عادلا بين موظفيه .. لا يحمّل أحدا أكثر من طاقته ، ويعامل الجميع بنفس المعاملة ، سواء في الثواب أو العقاب ..   تلك كانت نصائح مجانية لأي رئيس يدير مجموعة من الأفراد ويريد النجاح والاستمرار في نجاحه .. 

ليست هناك تعليقات: