أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

أساس المشكلة هو الأهم ..


  اشتكى زوج عند طبيبه من ثقل سمع زوجته وأنها لا تسمع إلا بعد تكرار الحديث . اقترح الطبيب حلا على الزوج ليعرف إلى أي مدى لا تسمع الزوجة ، فطلب بأن يخاطب زوجته بعبارة قصيرة عند باب المنزل ، فإذا لم تجب يتقدم خطوات أكثر إلى الصالة مثلا ، فإن استمر الوضع يتقدم إلى باب المطبخ حتى يقترب منها جدا ليصل إلى متر واحد بينهما .

    دخل الزوج منزله ووقف عند باب المنزل وقال: عزيزتي ما هو عشاءنا الليلة ؟ ولم يسمع رداً ، فتقدم خطوات وكرر العبارة نفسها دون إجابة ، ووصل لباب المطبخ ولا فائدة حتى اقترب منها كثيراً وقال : عزيزتي قلت لك ما هو عشاءنا هذه الليلة ؟ فقالت : دجاج.. هذه رابع مرة تسألني ورابع مرة أجيب !!

لاحظتم أين المشكلة ؟
إنها كامنة في الزوج وليست زوجته . لقد ظن أن زوجته لا تسمع جيداً وأن هناك خللاً ما في أذنيها وتسرّع وذهب إلى الطبيب يستشيره طلبا للعلاج والحل ، قبل أن يبحث بنفسه عن المشكلة ومصدرها . لكن تبين له بالتجربة أن العكس هو الصحيح.

    المشكلة كانت كامنة عنده هو وليست زوجته . هو من كان ذا سمع ثقيل وليست المسكينة زوجته .. إنها مشكلة حياتية تتكرر وتقع لأي أحد منا . نعتقد دائماً في وقت الأزمات والمشكلات أن العلة خارجية وأن السبب كذا وكذا ونبتعد في التحليل والتفسير كثيراً، رغم أن السبب قد يكون أقرب مما نتصور .

    هذا الأمر يفيدنا في مسألة التعديلات والتغييرات والصيانة والتصليحات إلى آخر قائمة تلك المعاني . إذ لابد أن نعرف أصل المشكلة وجذور الأزمة قبل أن نشرع في البحث عن الحلول والعلاجات . المسألة الحياتية دقيقة جدا ولا تقبل اجتهادات أو تجارب . الإنسان ليس آلة صماء أو جماد بلا روح. 

   وقبل أن تبدأ أي عملية إصلاحية وتغييرية مع إنسان ، تأكد أنك تعرف أصل الداء لكي تتوصل إلى وصف الدواء . وهذه خلاصة موضوع اليوم . وليس هذا بالجديد ، لكنه من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين .