أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 25 سبتمبر 2011

المشكلات .. ملح الحياة !


  إن كنت تتمنى أو تحلم بحياة لا مشكلات فيها ولا توترات أو تحديات ولا قلق ولا ضغوط، فأنت ها هنا تطلب المستحيل أن يتحقق ويتجسد أمامك.. أو ربما تعيش على كوكب آخر غير هذه الأرض أو الحياة الدنيا.. نعم يمكن الحصول على تلك الحياة ولكن من المؤكد ستكون مؤقتة وقد تحمل في طياتها الكثير من التوترات دون أن تدري.

  أقول: إن حياة بلا مشكلات ولا منغصات ولا مقلقات، هي بمثابة طلب الفردوس الأعلى، حيث لا كدر ولا هم ولا غم ولا مشكلات ولا روتين ولا من ينغص عليك معيشتك ومزاجك.. وهذا أمر مستبعد وقوعه في مثل حياتنا الدنيا، التي هي مجموعة اختبارات أو مشكلات أو تحديات إن صح وجاز لنا التعبير..

   هناك مشكلات وتحديات تواجهك في عملك، وعلى أثرها تقرر البحث عن عمل آخر وفي موقع آخر، آملاً الابتعاد عن المشكلات.. لكن المفاجأة كبيرة حين تجد ما كنت قد هربت منه في موقعك الجديد، إذ ما إن تنقضي فترة من الدهر ليست بالطويلة حتى تطل مشكلة برأسها عليك، ورويداً رويداً تتطور وتطل أخرى وثالثة وعاشرة..



    المشكلات القديمة هي نفسها تتكرر في كل زمان وكل مكان ولكن بوجوه جديدة وسيناريوهات جديدة وفي مواقع جغرافية جديدة.. لا تظن أنك تبتعد عن المشكلات بابتعادك الجغرافي عنها. لا، ليس هذا هو الحل، فإن الإنسان طالما أنه يعيش في وسط إنساني بشري، فلا بد أنه يتأثر بما عند الآخرين وما فيهم. 


ما الحل إذا؟

     الحل كما نكرره دائماً يكمن في فهم هذه الحياة، وفهم مفرداتها وأهمها البشر.. لأنك حين تفهم طبائع من حولك وتعرف كيف تسير الأمور في هذه الحياة، وتتيقن تمام اليقين بمسألة القدر بخيره وشره، فإنك ستهدأ وستعرف كيفية التعامل مع جزئيات وتفاصيل حياتك.



 لتكن قنوعاً بعد ذلك الفهم للحياة، ولتكن صاحب صدر واسع مليء بحب الدنيا. ليس ذاك الحب الطاغي على غيره، فتغرق فيه وتنسى آخرتك، ولكن ذاك الذي قالت به الآية الكريمة «ولا تنس نصيبك من الدنيا».. افهم الحياة، وكن قنوعاً بما في يدك وما تحصل عليه وما يجيء لك من السماء، تكن أسعد البشر وربما أحكمهم في عالم ضاعت (فيه) الحكمة تقريباً، وصار من يملكها ملك زمانه وإن كان من دون تتويج ودون تيجان، وهذا ما قال عنه الحسن البصري: لو علم الملوك عنها لقاتلونا عليها.

هناك تعليق واحد:

Seldompen يقول...

حقاً القناعة بما بين يدينا
وبما هباه لنا المولى سبحانه ,
سبب للرضا ..

بالقناعة تقلّ المشكلات , والي لو فقدناها " اي القناعة " أظنّ بأننا
سنخوض في عمق مشكلاتٍ نحن بغنى عنها ..

الإنسان بطبيعته يتمنى أن يصل لنقطة يكون فيها بعيداً عن كل ذلك الضجيج الذي تولّده الحياة من حوله ..
يريد أن ينعم براحة البال , والمعيشة الكريمة , وأن يحاط بالناس الطيبين " فقط "

على الرغم من أن تلك المشكلات التي نواجهها .. تجعلنا نثبّت أقدامنا أكثر على أرض الواقع ,
ونتعلم دروسا منها , ونتخطى الوقوع في شراك تلك المشكلة مرة أخرى ..


وكما أسلفت , نحن بحاجة للحكمة والحنكة في تصرفاتنا كلها في أمور الحياة ومع الناس ..

شكراً لجميل الطرح ,,

تحياتي .