أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الجمعة، 26 أغسطس 2011

كيف نحقق الأمن والسلام الداخلي ؟!



    كلنا يبحث عن سعادته وسعادة من حوله بشكل وآخر. هذا يبحث عنها عبر توفير المال وذاك بالمحافظة على صحته وثالث في تحقيق نجاحات معينة، ورابع وعاشر وألف.. الكل له طريقته في تحقيق ما يصبو إليه، وأهمها هي سعادته..


  لكن هل فكر أحدكم كيف يمكن أن تتحقق السعادة والعامل الأهم والأسمى والأكثر تأثيراً غائب عن المعادلة؟ سيقول أحدكم: وما هو هذا العامل؟ هل تتوقع أن أقول لك إنه المال؟ بالطبع لا، هل هي الصحة؟ أيضاً لا، هل في الترقيات والدرجات والنجاحات؟ مكن أن نضيف كل تلك العوامل إلى قائمة لا!! فما هو إذن؟


   إنه الأمن والاستقرار الداخلي ، الذي به يغنى المرء، وبه تعتدل صحته وبه أيضاً يحقق نجاحات مستمرة وبالتالي ترقيات ودرجات ومكافآت وغيرها.. إنه الأمن الذي بسببه نعيش بسلام، وبالتالي نبدع وننتج ونفكر بشكل إيجابي. هو الذي نسميه بالسلام الداخلي أو الأمن الداخلي. ولا مشاحة في الاصطلاح.


   المرء منا يحتاج دائماً إلى تثبيت دعائم هذا النوع من الأمن أو السلام في داخله، لأن زعزعته سهلة يسيرة في هذا الزمن. إنه يكفيك أن تجلس مع شخص سوداوي متشائم ليتكلم دقائق معدودات من الزمن في كل ما يضيّق الصدر ويطرد الأمل ويبدد أجواء التفاؤل.. يكفيك جلوس دقائق مع هذا النوع من البشر لتقوم عنه وقد تبلد عندك الإحساس، وبدأت تشعر بالخوف والرعب من القادم أو المستقبل المجهول!


   خذ مثالاً آخر على كيفية زعزعة الأمن الداخلي.. تذهب إلى عملك وأنت تدرك كم هو مقرف مسؤولك الأول، الذي لا يتوانى لحظة عن الصراخ فيمن حوله، فالكل يحسب خطواته خشية الوقوع في خطأ وبالتالي الوقوع ضحية للتعنيف والتقريع.. إنك تعمل وقد طار عنك ذاك الأمن النفسي الداخلي وبالتالي لن يتعرف عليك الإبداع ولن تجد إلى الإنتاج طريقاً.


   هل معنى هذا أن المرء منا يرضخ للأجواء حوله فيدع أمنه الداخلي يطير ويذهب بعيداً؟ بالطبع لا. وها هنا يكمن التحدي.. عليك إذن أن تدرك أن هذه الحياة ليست حالة طارئة تجعلك مستنفراً طوال عمرك. هذه نقطة أولى. أما الثانية، فإن كل ما فيها من أحداث ووقائع لن تستمر وهي زائلة، وبالتالي أي قلق أو توترات بشأنها ستزول أيضاً..

   حاول ثالثاً أن تلتمس العذر للآخرين، وقل في نفسك: ربما أن أمراً ما دفع المسيء إليك أن يقترف إساءته، أو ربما كذا وكذا، حتى تطمئن إلى واحدة من الأعذار فترتاح، بل سيمتد ارتياحك إلى المسيء نفسه بعد مضي قليل من الوقت. ستجده لن يكرر الإساءة، سواء كان يقصدها أم لم يكن يقصد. وبالطبع يتطلب القيام بالأمر بهدوء وسكينة، أي دون عصبية أو رد فعل ثائر غاضب وهذه هي النقطة الرابعة والأخيرة.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

اعجبني المقال

غير معرف يقول...

أعجبني جدا المقال ولكن أثار التساؤلات التالية : هل السعادة في شي أم
أعجبني جدا المقال ولكن أثار التساؤلات التالية : هل السعادة في شي أم إنها حالة ذهنية إنسانية بسبب الوصول لإنجاز قد يكون   
 لسبب أو عدة أسباب ، هل تستدعي السعادة   الأمن والاستقرار الداخلي مع أن الكثيرون يعيشون حروبا و مجاعات ويسعدون بنصف سبب ، وهل يحقق الآمنون فقط الإبداع والإيجابية ونحن ندرك أن الحاجة أم الإختراع، لماذا استقر الآمنون في المجتمعات البسيطة مع أشخاص كثيري الصراخ و يدققون وراء كل عمل ..السر الوحيد للسعادة والأمن والأستقرار هو ( الثقة ) فالثقة بالله تغير من حال لحال فتجلب السعادة ، الثقة في الآخرين تجعلك تلتمس العذر لهم والسكينة، أي دون عصبية أو رد فعل ثائر غاضب ، أعتقد أن لب القصة " الحكمة " لتتمكن من الاستمتاع باللحظات المستقرة ...والغير مستقرة في إنتظار المستقرة وهنا يظهر لون وطعم السعادة ، ودمت سالما . مريم الحمادي