أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الاثنين، 2 مايو 2011

تساؤلات حول مقتل بن لادن

     لم اهضم الى الآن موضوع مقتل بن لادن بالكيفية التي حصلت ، ولم أقدر الى الآن استيعاب الموضوع تماماً لأن هناك الكثير من التساؤلات التي تحتاج الى إجابات مقنعة . وأحسب أن الموضوع أشبه بفلم هوليوودي يريد المُخرجُ أن نصدق ما يراه هو ويقتنع به .. 

   تساؤلاتي هي على النحو الآتي : 

 *  لماذا يأتي أوباما ويعلن الخبر بالليل والناس نيام ، وأقصد الأمريكيين الذين يعنون لأوباما اكثر من غيرهم ، فإن كان يريد أن يزف خبراً ساراً لهم رغبة في أصواتهم الانتخابية ، فلينتظر حتى الصباح ويعلنها مفاجأة جميلة بحسب رأيهم ؟ 

 *  كيف لشخص حذر مثل أسامة بن لادن وهو مطارد من أعتى وأقوى قوة بشرية على الأرض ، أن يقرر ويبني مجمعاً سكنياً في موقع قريب من العاصمة الباكستانية وهو يدري الصلة الوثيقة بين الاستخبارت الأمريكية والباكستانية ؟ 

 * لماذا لم ينتظر الأمريكان أيام قليلة ويحاصرونه في المجمع الى أن تنفذ ذخيرته وكل ما معه من مؤونة ويستسلم  بعد ذلك لهم لياخذوه الى واشنطن كما فعلوا مع خالد الشيخ ، ويتم التحقيق معه ؟ ولكي يراه العالم كله وهو مقيد ؟

 * قصة عدم قبول أي دولة للجثة من أجل دفنها وبالتالي لابد من دفنها في البحر ، قصة ساذجة بمعنى الكلمة لا يمكن أن تمر على كل من له ذرة عقل يفكر بها ..

 * هل هناك علاقة بين  العملية هذه والثورات العربية الفتية التي وجدت واشنطن نفسها فجأة في موقف لا يحسدها أحد عليه ؟

 * هل المسألة بمثابة فرصة لإعطاء بعض الأنظمة العربية لالتقاط الأنفاس وخاصة التي تواجه ثورات شعبية وتلك المهددة بثورات في الطريق ؟

 * هل هناك علاقة  بين توقيت العملية ورغبة واشنطن الامساك بزمام الأمور في المنطقة العربية لأجل معرفة موقع قدمها وبالتالي التأثير والتوجيه ؟ 

  الأسئلة كثيرة وبمرور الأيام ستكثر ..

   إن كان أسامة بن لادن قد قتل ، فهو عند ربه الآن يحاسبه بما كسبت يديه ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فهو عند رب لا يظلم احداً .. 

   لكن الأهم من كل هذا ، هو الثورات العربية التي نجحت وتلك المستمرة ، ألا ننشغل بغيرها عنها ولا أستبعد أن تكون العملية واحدة من نتائج هذه الثورات من باب أن زمام الأمر انفلت من يد واشنطن والغرب ، فكانت هذه العملية التي ربما كان بالإمكان القيام بها في وقت آخر ، ولكن الظروف استدعت استعجالها ليس لهدف التخلص من ورقة رابحة لأمريكا هي القاعدة وبن لادن ،  بل لأجل مكاسب ومصالح أهم كامنة في العالم العربي الثائر .. 

   الأيام القادمة حبلى بالكثير من الكلام والتفسير والمفاجآت أيضاً بل يبدو أن عام 2011 ما زال يحمل الكثير والكثير للعرض ونحن لم نصل بعد الى منتصفه .. لننتظر ونشاهد إن كان في العمر بقية . 

ليست هناك تعليقات: