أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

لا تختلق الأعـذار رجاء


   ما إن تبدأ ما يمكن تسميتها بثقافة الأعذار بالانتشار في أي مؤسسة عمل أو حتى البيوت وغيرها من مواقع معيشة وعمل، فاعلم أن روح اللامبالاة والتنصل من المسؤوليات قد بدأت تنتشر وتتخذ مواقع لها. وما الأعذار إلا دلائل واضحة على وجود تلك الروح.

   الأصل أن يقوم أحدنا بأداء مهمة أو عمل ما على أكمل وجه حين يُطلب منه، سواء في بيته أو مكتبه أو ناديه أو أي موقع يتعايش فيه البشر معاً، يعملون لأجل بعضهم البعض. ولكن حين يأتي هذا المكلف بأداء العمل ليبث لك عذراً تلو الآخر بسبب عدم إنجازه العمل المطلوب على الوجه المكلف به وفي الوقت المحدد، فإنه يعني عدم جديته وعدم إخلاصه وعدم تفانيه في أداء المطلوب. وربما هناك أسباب أخرى.

    يطلب منك مسؤولك أداء عمل ما ليكون جاهزاً بعد مضي وقت محدد، فتقبل منه وتستلم الأمر وتبدأ العمل. ثم يأتي يوم الوفاء وعرض العمل كما طُلب منك، فتجد أنه لم يتم بعد وتحتاج إلى وقت أطول أو مساعدة.. فماذا تفعل؟

بكل تأكيد ستبدأ في إيجاد العذر أو الاثنين والثلاث. إما أن تماطل في تسليم المطلوب، أو أن تلقي باللوم على الآخرين، أو أن يكون للوسائل والتقنيات والأجهزة نصيب من ذاك اللوم، وبالمثل يكون مع الوقت أو الطقس أو البيت أو العيال أو السيارة.. إلى آخر قائمة طويلة ممن لا وجود لهم أصلاً، فتكون إمكانية إلقاء اللوم وتحميلهم الأخطاء كبيرة لأنك مدرك أنه لا يمكن لأي أحد منهم الدفاع عن نفسه لحظتها.. أليس هذا يحصل؟
    
      لماذا لا يعمل أحدنا بجدية في أي عمل يقوم به، وتراه بدلاً من ذلك يجهد نفسه في التفكير لإيجاد الأعذار؟ الإجابة بكل وضوح كامنة في الآتي.. إن غياب الجدية في أداء العمل سببه ضعف أو غياب المتابعة ومن ثم العاقبة الصارمة، وهذان عاملان مهمان لشيوع ثقافة الأعذار في أي موقع أو أي مكان. كيف؟

   أنت لم تكن لتتكاسل في أداء عملك لولا معرفتك وخبرتك السابقة بأن الأمر ليس بتلك الأهمية لتجهد نفسك في أداء المطلوب أولاً، ومن ثم ليست هناك متابعة دقيقة حتى تهتم به، وأخيراً تدرك أنه ليست هناك جزاءات رادعة تخيفك من أي تكاسل بل حتى من مجرد التفكير فيه. وكل ذلك يؤدي بالضرورة إلى التكاسل. وبدلاً من العمل بجدية وإخلاص وأمانة، تجد نفسك تفكر وتبذل الجهد في إيجاد الأعذار الملائمة لكل مناسبة..

وللحديث بقية .. 

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ليس في الدنيا شئ اسمه "موظف غير مبالي"، هناك من "كسبته المؤسسة" وهناك من "لم تستطع المؤسسة كسبه".

ومسكين هذا الموظف، هو عمود فقري وقت "الازمات" ، وهو هامش "وقت المكافاة". والمكافأة ليست كما يظن الكثير فقط "دراهم معدودات"!

لا نحسن العمل باحترافيه، ثم نطلب منه أن "يحترف صنعته". بدون خطط "نقلب مؤسساتنا" من اسفل المنحدر نحو "قمته" ، واحيانا "نكعب" مؤسساتنا ونطلب "حركه سلسه".

كثيرا ، ما نحمل هذا "الموظف" فوق طاقته. اكبر ما لا يطيقه الموظف، تلك القيود الباليه التي لا نعرف لها طعما أو لونا او رائحه، ليس لشئ إلا انها "حجرية" قتلت "ارواحا جديدة"، ثم بعد هذا كله "نطالب بتجديد الدماء" و "بث الروح"،،،


إن الوقوف على تفاصيل كل غير مبالي "حسب وجهة نظرك"، انجع من ان نضعه في قائمة عنوانها "غير مبالي ... انساه"!

استاذي العزيز ... احترم وجهة نظرك ، واجدها غير صحيحه.

شخصيا أرى بان "وجود قنوات للاتصال" ، والحوار في المؤسسة، تغنينا عن أغلب المشاكل.
فمنها يجد الموظف نفسه في المؤسسه، وتصبح فعلا "مؤسسته" التي ياتيها كل يوم "بروحه قبل جسده".

ibnalsor يقول...

ربما في الامكان علاجها
فهي سلبيات واضحة
علينا ان لا نختلق العذر لها
فهذا يعني انها ستظل باقية
شيء جميل ان نجد قلم نسائي رائع
يبحث عن واقع جميل
تريد ان تراه حقيقة