أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الجمعة، 15 أبريل 2011

الجمعة المرعبة

     أكاد أجزم الآن بأن يوم الجمعة صار يوماً مرعباً يحمل معه القلق كله لكثير من زعماء العالم العربي .. وأحسب أن بعضهم يود لو أن الأسبوع بلا جمعة ، أو أنه يحذف هذا اليوم من التقويم الأسبوعي بحيث لا يكون هناك وجود للجمعة . وبالمقابل وكالعادة ، الجمعة هي من الأيام المحببة لنفوس الشعوب .. إنه عيد المسلمين وفيه يجتمع الناس على الخير . 

   صارت الجمعة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ، يوماً مشهوداً ينتظره الجميع . إذ بالإضافة الى أنه يوم عيد ويوم عبادة ، فكذلك صار يوماً فاعلاً في برنامج الثورات العربية الفتية .. 

   إنه اليوم الذي فر فيه زين العابدين ونفذ بجلده من تونس .. وهو اليوم الذي تنحى حسني مبارك عن رئاسة جمهورية مصر العربية .. إنه اليوم الذي بدأ يحمل أوصافاً عديدة مرتبطة بالثورات .. فمرة يتم إعداد الشعب لجمعة صمود ، وبعد أسبوع لجمعة تحدي ، و من ثم جمعة الخلاص حتى إذا ما ضاق الخناق على الزعيم ، أطلق الثوار دعواتهم الى جمعة رحيل .. 

     يا لها من ثورات تنبض بالحياة من بعد موات ويأس وفقدان أمل .. ثورات لم نكن نتصور أن لها زخماً ملحوظاً فاعلاً .. حتى أصبحت تؤثر في الشعوب وطرائق تفكيرهم وأساليب حياتهم ، حتى صارت تطلق الأسماء على الأيام وتكون الأيام أسماء ومعان وبينهما توافق واضح لا ريب فيه .. 

   من هنا أحسب أن الشعوب العربية تتمنى لو أن كل أيامها جمع . تتمنى أن الأسبوع يبدأ بيوم الجمعة يتبعه جمعة ومن جمعة وينتهي بجمعة ..هكذا أضحت وأمست الجمعة في حياة الشعوب العربية .. إن النداء الإلهي للمسلمين الى السعي لذكر الله إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ، صار ذا أثر فاعل وله وقع إيجابي . 


   الشعوب بدأت تسعى الى الصلاة من باب الذكر ، ومن ثم الى تعميق هذا الذكر عبر اجتثاث الظلم والظالمين والثورة في وجه العدوان والطغاة والطغيان .. 

    هذه هي قصة الجمعة .. اليوم المرعب لأي زعيم لا يتعظ ولا يخاف الله .. فاللهم بارك لنا في أيام الجمع ، وسدد خطى الساعين الى تطهير الأرض من الظلم والظالمـين ، إنك على كل شيء قدير ..

ليست هناك تعليقات: