أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 29 مارس 2011

لنتعلم من الغير



     لا أحد منا من لا يريد أن يتعلم، بل إن الأصل أن نتعلم في حياتنا الدنيا قدر المستطاع في كل معارف الدين والدنيا ..  لكن مع هذا  تجد هناك من لا يرغب أن يتعلم أو تجده يكابر في مسألة التعلم من بعد قدر معين من العلم يحصل عليه !

    
    انظر حولك، ستجد أن هناك من يعتد بنفسه، ويعتقد أنه الأعلم والأشد فهما وقدرة على تحليل ظواهر الأشياء وتفسيرها، وربما يتعدى ذلك ويزعم فهم بواطن الأمور أيضاً.. وهذا الاعتقاد أو الاعتداد بالنفس والقدرة على الفهم بطبيعة الحال يعود إلى مشكلة في الفهم أو التركيبة النفسية لهذا الشخص.     
     
  أعتقد أنك تعاني أو ربما عانيت حيناً من الدهر في التعامل مع أمثال هؤلاء، بل وتحاول أن تتجنب خوض أي نوع من التعاملات  مستقبلاً معهم إلا ما أنت مضطر إليها أو تجبرك الظروف للخوض في أمر  مع أولئك، لكن لا تتوقف المشكلة عند هذه النقطة، وستقول لي : كيف؟  وسأستمر في القول  وأفيدك بأن المشكلة ستتضخم وتكبر لو أنك أنت أحد أولئك ،  وستقول ها هنا وبكل استغراب  :  كيف؟ 

     
     ألم  تمر بك حوادث ووقائع وتعاملات مع آخرين، حاولت فيها أن تظهر لهم أنك الأشد فهماً أو أنك تدري ما يقولون ويتحدثون فيه، ولا تتردد في مقاطعة شخص يتحدث إليك في موضوع ، ليس لشيء سوى أن تثبت له أنك تعلم وتفهم ما يتحدث بشأنه؟ ألم يحدث لك أن احتقرت معلومة أو علماً ما من شخص يقل عنك مرتبة أو  وجاهة أو مكانة علمية أو عملية ؟ ألم تحدثك نفسك يوماً أن تبتعد عن مصادر التعلم إن كانت تلك المصادر أقل شأناً أو درجة أو أقل عمراً منك؟  لا تقل  لي : لا لم يحدث ، لأن  الأمر لا يسلم منه إنسان غالباً.

      
 من هنا أحسب أن مسألة التعلم لا يجب أن يكون فيها كبير أو صغير، وجيه أو حقير، رجل أم امرأة، بل يتعدى الأمر ليصل إلى ألا يكون هناك فرق بين إنس أو طير أو أي دابة من دواب الأرض. إننا نتعلم من بعضنا البعض، ونتعلم من الطير والحيوان، والبعض منا يتعلم من الجن أيضاً .. أليس كذلك ؟! 

     لا تقل إنك تعلم وتفهم وتدري أكثر من غيرك، ولا تكن مثل نبي الله موسى عليه السلام  في هذه الجزئية التي لم يسلم هو منها أيضاً حين سأله واحد من بني إسرائيل إن كان هناك من هو أعلم منه من البشر ، فقال بلا تردد : لا ، حتى أفهمه الله حقيقة التعلم عبر تعامله مع الخضر عليه السلام ، وتحدثنا في هذا بمقال سابق  يمكن الرجوع  إليه لمن أراد ورغب  .. 

     حاول أن تتعلم وتتعلم. لا تتحرج من الصغير أو الفقير أو من هذا العرق أو ذاك أو غيرهم كثير هنا وهناك.. استفد من كل معلومة وكل علم وكل مهارة من غيرك. . تعلم حتى آخر  لحظة  في عمرك ..  

ليست هناك تعليقات: