أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الاثنين، 3 يناير 2011

ومن يكره الموت ؟!


بالأمس تحدثنا عن الحياة وأنه لا أحد يكره الحياة إلا إذا وصلت به الأمور إلى درجة يطلب التخلص منها كأفضل حل أو علاج لما يعانيه ويتألم منه، رغم أن المسألة ليست بالطلب والتمني، لأنها آجال وأقدار لا نملك نحن حق التصرف فيها ، بل ليست لدينا القدرة على التصرف أصلاً ..

وأخلصنا بالأمس القول إلى أننا نعمل لهدف أسمى هو الفوز ، ليس بهذه الحياة العاجلة ، بل الأخرى الباقية ، دون أن ننسى نصيبنا من هذه الحياة أيضاً. نفرح ونمرح ونحزن ولكن يجب أن يكون كل ذلك مرتبطا بالحياة الأخرى.

اليوم نواصل الحديث في مثل هذه المعاني، ونتطرق إلى الحقيقة التي ما أظن أن أحداً يتمنى وقوعها بصدق وواقعية وهي حقيقة الموت أو الانتقال من حياة إلى أخرى. وبمعنى آخر كلنا يكره الحقيقة تلك أو الموت، رغم إيماننا ويقيننا أنه لا مفر منه، ولكن هذه هي النفس البشرية، تحب الخلود والحياة، ولقد كانت أشهر الوقائع الدالة على ذلك الحب الإنساني للخلود، ما وقع من أبينا آدم عليه السلام، حين وسوس له إبليس وقال (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ) ..

تعامل سيدنا وأبينا آدم عليه السلام مع الموقف انطلاقاً من الفطرة البشرية. تلك الفطرة المحبة للخلود والحياة وكل ما يجلب لها السعادة والرخاء والهناء، وتكره في الوقت ذاته كل ما يدفعها نحو التعب والنصب والشدة إلى آخر منغصات الحياة المعروفة.. لكن هل الحياة ترف ونعيم وسعادة دائمة؟ بالطبع لا، وإلا لما كانت هناك حاجة إلى حياة أخرى، هي الحياة الأخروية.

إن معرفتنا لهذه الحقائق حق المعرفة وحق اليقين، ستجعل الكثير من الأمور واضحة أمامنا ولن يكون هناك مجال للغموض.. نحن نحب الحياة ونكره الموت لأننا لا نعرف حقيقة كل من الموت والحياة حق المعرفة. ولو عرفناهما لما أحببنا الحياة إلا بالقدر الذي يعيننا على اجتيازها بنجاح والوصول إلى الحياة الأخرى الأبدية الخالدة..

لو عرفنا كذلك حقيقة الموت لما كرهناه ، ولعرفنا أن الموت له حكمته والتي لا يعلمها سوى خالقنا جل وعلا، وأنه لابد منه ولا مفر منه ولأنه لا يمكن الانتقال من حياتنا الدنيا إلى الأخرى إلا عبر وقوع هذا الموت لكل نفس حية.

الشاهد من الحديث ، أنه كلما تعمقنا وفهمنا حقائق الأشياء، كانت سعادتنا أكبر وشقاؤنا أقل وأقصر. وما الهم والغم والشقاء الذي يشعر به كثيرون في هذا العالم، إلا نتيجة عدم وضوح تلك الحقائق لهم حق الوضوح، ونحمد الله أن ديننا فيه ما يعين على فهم واستيعاب تلك الحقائق بسهولة ويسر لمن أراد.. ومن أراد غير ذلك أو العكس ، فهو يتحمل نتائج ذلك..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لا أحد ينكر ان الموت حقيقة لابد منها وواجب على كل انسان ( بنى أدم ) ويجب على الانسان ان يعمل صالحا لكى تكون أخرته مرضية باذن الله ولكن يجب ان يعيش حياته فى مرضاة الله مادام يتنفس وانا يكون مؤمن بحقيقة الموت