أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

تعبان نفسياً !!



  في هذه الحياة كلنا نتألم، والألم أنواع عديدة.. ولا أريد الخوض في كافة أنواعه اليوم لكن أحسب أن الألم النفسي هو الأشد من الألم البدني، لأن الأخير يمكن إخماد براكينه بمسكنات متنوعة، لكن النفسي، ماذا يخمده؟ وهو الذي يحتاج التوقف عنده ومعالجته والبحث عن سبل الوقاية منه قبل الوقوع في براثنه. 

   تصور أنك في حيرة من أمرك حول موضوع ما، سواء كان على صورة مشكلة مادية أم اجتماعية أم رسمية تتعلق بعملك، أو خاصة ببيتك، أو غير ذلك من أمور الحياة الدنيا المتنوعة.. بعد هذا التصور، وأنت في تلك الحيرة، سترغب دون شك في إيجاد حل أو حلول لمشكلتك، فتشعر بالحاجة إلى من يعاونك على ذلك لكن لا تجده أو تجدها. وها هنا بداية الألم.
   
  قد لا تكون الحاجة دائماً في أن يكون من تبحث عنه أو عنها يعاونك أو تعاونك في إيجاد حل لمشكلتك عبر التفكير وبذل الجهد وإعمال الفكر في سبيل ذلك. لا ليس شرطاً، باعتبار أن هناك أنواعاً مختلفة لحاجتك إلى الغير، فقد يكون في جعبتك مثلا، الحل أو عندك من الحلول الكثير، وبالتالي ستكون حاجتك هاهنا إلى من يختار معك الأفضل من تلك الحلول فقط وتنتهي مهمته.. أو ربما تكون حاجتك إلى من يسمعك فقط وأنت تورد عليه الحلول أو تفضفض له أو لها.. 
  
  من هنا تبدو المسألة دقيقة جداً.. وسأقول لك كيف؟ 
حتى ترتاح من الألم النفسي الذي أنت فيه، لا بد أن تكون دقيقاً وواضحاً منذ البداية مع من ترغب أن يدخل معك أجواءك النفسية تلك، لأن غموض الدور بالنسبة لمن تريده معك يمكن أن يسبب معاناة أكثر لك وآلاماً نفسية أعقد مما أنت عليه، فتقرر في النهاية أن هذا الشخص لا يفهمك ولا يقدر مشاعرك ولا كذا أو كذا، وهو ضحية غموض الدور أو المطلوب منه من طرفك! 
   
  إن أردت الطرف الآخر أن يشاركك فيما أنت عليه، فأوضح له دوره بدقة منذ بداية الحوار، كأن تقول له إن كنت تملك حلولاً، أريدك أن تعاونني في اختيار أفضل حل لمشكلتي. أو تقول له: ما رأيك في الحل الفلاني أو: ماذا تفعل لو أنك كنت في وضع وحدث لك كذا وكذا. في هاهنا مواقف تكون الأمور واضحة للطرف الآخر، فيعرف دوره وما ينبغي عليه تجاهك فتجد التفاعل منه، فتكون ارتحت وأرحت.

  إذن وضوح الطلب أو الدور مهم جداً في هكذا حالات، وأي غموض في الأدوار من شأنه تعكير الأجواء واستمرار للألم النفسي عندك والمتمثل في شعورك بعدم فهم الآخرين لك وعدم وقوفهم بجانبك وغير ذلك من اعتقادات أو تصورات غير صحيحة في ذهنك أنت فقط لا غيرك.. 
    
  راجع الأمر مرة أخرى وانظر كيف كنت في موقف سابق لم تجد أحداً حولك، وموقف آخر وجدت العكس.. ادرس الموقفين وحللهما ثم انظر إلى الأسباب

ليست هناك تعليقات: