أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

كن كبيراً في مواقف الحياة




    المواقف الحياتية التي نعايشها بصورة وأخرى تجدنا واقعيين في بعضها، وأخرى نخرج عن المألوف، لكن ثالث المواقف لا يمكن تبرير تصرفاتنا فيه ولا يمكن قبوله البتة! فكلنا يتذكر مواقف مر بها في حياته يتمنى لو يعود به الزمن للوراء لكي يتصرف وفق العقل في تلك المواقف. لماذا؟ لأن أغلبنا تصرف أحيانًا في بعض المواقف بشكل غاب العقل عنها أو كان مغيبًا فيها، ونتجت عنها أمور غير محبذة ولا سارة، وتبقى مع المرء لسنوات طوال،  لا يكتفي بتذكرها فحسب، بل يتجرع مرارتها كلما تذكرها.

   ما أريد التنويه إليه هو أن المواقف الحياتية متنوعة وكثيرة في حياة كلٍّ منا، سواء تلك التي في بيته مع أهله مثل والده ووالدته، أو أخته وأخيه، أو زوجته وبنيه، أو خدمه والعاملين معه في البيت، أو أقربائه وجيرانه.. أو تلك المواقف في العمل مع رؤسائه أو مرؤوسيه أو مواقف أخرى في المجتمع بشكل عام.
 

  أما المواقف التي تنتهي بشكل صحيح ويكون التعامل مع مفرداتها متوافقًا مع المنطق والعقل، فهذه لا نتحدث عنها، وإنما ندعمها ونطالب بها ونعززها.. لكن حديثنا عن تلك المواقف التي يغيب العقل فيها وتختلط الأمور ببعض، فلا ترى سوى نفسك فيها وأنك أنت الصحيح أو على الحق المبين فقط ولا أثر لآخرين، أو كأنه ليس لهم الحق أن يكونوا هم على الصواب أيضًا أو أن يكون الحق المبين إلى جانبهم.
 
   قد تتذكر مواقف عشتها مع آخرين وأنت تقرأ هذه الكلمات، وكيف أن كل واحد منكم حاول أن يظهر الآخر أنه المخطئ وأن الحق كان إلى جانبه هو فقط، فارتفعت على أثر ذلك الأصوات، وسخنت الأجواء وهش وبش الشيطان حينذاك، وزادها توترًا إلى ما كان عليه الجو من توتر وفرط الأعصاب.                   

  في مثل هذه الأجواء والمواقف لا بد أن يكون هناك دائمًا عاقل أو كبير. بمعنى أن الأمر لو استمر بين الطرفين، كلٌّ يحاول فرض رأيه بقوة الساعد والصوت، من دون أن يقف أحدهم برهة ويتفكر في العواقب، ويحاول أن يكون هو ذاك العاقل المأمول أو ذاك الكبير، فلن تكون النتائج عادة محمودة.

   ومن هنا لنضع في الاعتبار مثل هذه الأمور في أي موقف حياتي مستقبلي. أي إن وقع أحدنا في مواقف صعبة مع آخرين ويكاد الحق أن يضيع، وبالتالي إمكانية أن يترتب على ذلك نتائج سيئة، فليبادر على الفور قبل الآخر لأن يكون هو كبير الموقف وعاقله، قبل أن يكون ذلك الشرف لغيره.
 
  فكِّر في الأمر قليلاً ، فهو يستحق التأمل والتدبر وخاصة أجواء العشر الأواخر تساعد على ذلك، ولتكن أنت من الآن وصاعدًا عاقل أي موقف وكبيره، فهل تفعل؟




ليست هناك تعليقات: