أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

كيف تفهم الفشل ؟


  من المؤكد أنك سمعت بالفشل كلمة أو اصطلاحًا في مناسبة أو أخرى، وربما رأيته متجسدًا على أرض الواقع.

   لكن هل ما رأيته أو رآه غيرك هو نفسه الذي تراه ؟ كم هي صعبة على السمع أن يتهمك أحد بالفشل أو يقول عنك بأنك فاشل.

   كلمة الفشل صعبة في حد ذاتها على السمع والنفس، ولا أعتقد أن أحدًا يرضاها لنفسه أو يرتضيها لمن يحب، لماذا؟ لأنه منطقياً لا يرضى أي أحد منا أن يصفه الآخرون بالفشل، ونعته بالفاشل، بغض النظر عن السبب الذي تسبب في إلحاق تلك الصفة المهينة بالمرء وفي أي مجال كان.

   إن كلمة فاشل ذات وقع قوي وعميق على النفس كما أسلفنا، ومن شأنها أن تحدث كمًّا هائلًا من احباطات وتثبيطات للهمة الإنسانية، وبالتالي لا أظن أن أحدًا يتقبل مثل هذا الوصف، حتى لو كان في قرارة نفسه على قناعة تامة أنه غير موفق أو ناجح في الحياة.

   أرى أن الفشل والنجاح مسألة نسبية، فلا يمكن القول عن فلان إنه ناجح وآخر فاشل. إن ذاك الناجح في مجال ما ويُشار إليه بالبنان، قد يكون فاشلًا في مجال يكون ذلكم الفاشل هو الناجح والبارز فيه، وهكذا أحسب الحياة بقوانينها العادلة التي وضعها العدل سبحانه.

   المسألة تعتمد على الشخص وقناعاته وطريقة تفكيره، ومن ثَمَّ نظرة الناس إليه.. كيف؟

   إن اعتقدتُ أنا كشخص ، أنني فاشل في مجال ما من بعد محاولة وأخرى للنجاح فيه والظفر ببعض المكاسب، فإن قناعاتي تلك تتم ترجمتها بشكل غير محسوس على شكل سلوك يدل على الفشل، وبالتالي يلحظ كل من حولي تلك التصرفات أو تلك السلوكيات التي لا يمكن تفسيرها سوى أنها سلوكيات فاشل.

   بوضوح أكثر ومعنى آخر، أريد القول بأنه لا يوجد هناك فاشل أو ناجح في هذه الحياة. إنها أوصاف وألقاب نطلقها هكذا من دون وعي تام أو دراية وإحاطة شاملة بكافة الجوانب المحيطة بالشخص الذي نطلق عليه لقب فاشل أو حتى ناجح .. 
وللحديث بقية .. 







ليست هناك تعليقات: