أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

السبت، 21 أغسطس 2010

لنستمتع بالصوم قليلاً ..

   

  الصوم في هذا الشهر الفضيل له حلاوته وله مذاقه الخاص الذي لا تجده في غير أيام العام، حتى لو أنك من المعتادين على صيام الاثنين والخميس أو الأيام البيض من كل شهر عربي، فمن المؤكد أن الإحساس بالصيام هذه الأيام غير ذلك الإحساس في الأيام الأخرى المذكورة آنفاً وأعتقد أنك لا تخالفني الرأي والشعور.

   مدمنو التدخين والقهوة والشاي على سبيل المثال لا الحصر، تجدهم مستمتعين بدرجة وأخرى بالصوم في رمضان، رغم المعاناة التي تكون في البداية. وهؤلاء مثلاً ليس بالسهولة قيامهم بالصوم في غير أيام رمضان إلا ما رحم ربي وقليل ما هم، لماذا؟ لأن رمضان له جو خاص به، وله روحانية لا توجد لغيره من شهور السنة الهجرية، وله روحه الخاصة، وأيامه غير بقية أيام السنة كما أسلفنا.

  لهذا تجد أن الاستمتاع بالصوم يزداد كلما دخلنا في عمق الشهر، وتزداد حلاوته يوماً بعد آخر. تجد الكل يصوم معاً، وتجد الروح العائلية والألفة والمودة واضحة في العائلات، حتى من تلك العائلات المتفرقة في الأيام العادية.. وتجد الخير والإحسان في كل مكان وفي كل أوقات اليوم والليلة في هذا الشهر الفضيل.

   إضافة الى ما سبق، فإنه من السهل ملاحظةالوحدة الروحية والدينية في القطر الواحد.. الكل يفطر في وقت واحد، والكل يصلي أو يجتهد أن تكون أغلب صلواته بالمسجد، لاسيَّما المغرب والعشاء، والكل يستمتع بالتراويح حتى لو أدى ركعات قليلة منها، والكل كذلك يستمتع بصلاة التهجد في العشر الأواخر، وتجد الكل أيضاً يبحث عن الخير في هذا الشهر ، فتجد هذا يُفطّر  صائماً، وآخر يدفع للجمعيات الخيرية أن تقوم بالنيابة عنه في إفطار الصائمين، أو توفير احتياجات الأسر الفقيرة أو تجهيز آخرين للعيد ولوازمه وغير ذلك من وجوه الخير الكثيرة المتنوعة ، ومن ثم تجد الكل قد بدأ يبحث ويسأل عن زكاة الفطر ومستحقيها ، حيث يحرص الجميع على أدائها قبل العيد..
وهكذا جو رمضان..  
روحانيات تزداد وإيجابيات تمتد. 

              






ليست هناك تعليقات: